ولٰكنَّكُم لا تُؤمِنون
22أُقيمَ في أُورَشَليمَ عيدُ التَّجديد، وكانَ فَصلُ الشِّتاء. 23وكانَ يسوعُ يَتَمَشَّى في الهَيكَلِ تَحتَ رِواقِ سُلَيمان. 24فٱلتَفَّ علَيه اليَهودُ وقالوا له: «حَتَّامَ تُدخِلُ الحَيرَةَ في نُفوسِنا؟ إِن كُنتَ المَسيح، فقُلْهُ لَنا صَراحَةً». 25أَجابَهم يسوع: «قُلتُه لَكُم ولٰكنَّكُم لا تُؤمِنون. إِنَّ الأَعمالَ الَّتي أَعمَلُها بِٱسمِ أَبي هي تَشهَدُ لي. 26ولٰكِنَّكُم لا تُؤمِنون، لأَنَّكُم لستُم مِن خِرافي. 27إِنَّ خِرافي تُصْغي إِلى صَوتي، وأَنا أَعرِفُها وهي تَتبَعُني، 28وأَنا أَهَبُ لَها الحَياةَ الأَبدِيَّة، فلا تَهلِكُ أَبدًا ولا يَختَطِفُها أَحَدٌ مِن يَدي. 29إِنَّ أَبي الَّذي وَهَبَها لي أَعظمُ مِن كُلِّ مَوجود. ما مِن أَحَدٍ يستطيعُ أَن يَختَطِفَ مِن يَدِ الآبِ شَيئًا. 30أَنا والآبُ واحِد».
أَحضُرُ اليَومَ أَمامَ الرَّبِّ بِكُلِّ ما لَديَّ. أُقدِّمُ لَهُ هَذا الوَقتَ لأَعرِفَهُ مَعرِفَةً أَعمق، طالبًا مِنه نِعمةَ الإيمانِ بِأنَّهُ يَعتَني بِحَياتي ويَصونُها.
بِٱسمِ الآبِ والٱبنِ والرُّوحِ القُدُس الإلَهِ الواحِد، آمين.
يُرَنِّمُ هاني روماني : رَبِّي راعِيَّ وَسَلامِي ، عُمْرِي مَا أَحْتَاج لَسِواه. قَال لِي تِختِبِر فِي كُلّ يَوْم اِنَّك عَلَى قَلْبِي عَزِيز.
قِراءةُ اليَوم مِن إنجيلِ القِدِّيسِ يُوحَنَّا البَشير
أَتَخَيَّلُ يَسوعَ واقِفًا وَسْطَ الجُموعِ الَّتي تَتَطَلَّعُ إلَيهِ في حَيرَةٍ وغَضبٍ مُنتَظِرَةً مِنهُ جَوابًا صَريحًا عَن هُوِيَّتِهِ لا يُساوِرُهُ الشَّكّ. أَنظُرُ إلى الحاضِرينَ مِن كَتَبةٍ ومُعلِّمي الشَّريعة. أَسمَعُ يَسوعَ يَقولُ لَهُم: «قُلتُه لَكُم ولٰكنَّكُم لا تُؤمِنون. إِنَّ الأَعمالَ الَّتي أَعمَلُها بِٱسمِ أَبي هي تَشهَدُ لي. ولٰكِنَّكُم لا تُؤمِنون، لأَنَّكُم لَستُم مِن خِرافي». أَشعُرُ بِوَقعِ كَلِماتِهِ عَلى هَؤلاءِ الأَشخاص. أَشعُرُ أيضًا بكَلِماتِهِ مُوَجَّهةً إليَّ تُخاطِبُ مساحاتِ ضَعفِ الإيمانِ فِيَّ.
إنَّني أَحَدُ الْمُلتفِّينَ حَولَ يَسوع. هُو يَراني كَأَخ ٍوكَصَديقٍ لَهُ مَهما كَانَتْ صُورَتي عَن نَفسي. هُو يَعرِفُ ما يُثقِلُ قَلبي ويَجعَلُني أَسيرًا لِلحَيرةِ والشَّك. أَسمَعُهُ اليَوم وهُو يَدعُوني لأُصغيَ إلَيهِ وأَختارَهُ مُرشِدًا وقائِدًا لَحياتي. ماذا يُساعِدُني عَلى قُبولِ هَذهِ الدَّعوَة؟
بَينَما أَستَمِعُ مَرَّةً أُخرى إلى قِراءةِ اليَوم، أنتَبِهُ إلى كَلِمةِ يَسوع: «أَنا أَهَبُ لَها الحَياةَ الأَبدِيَّة، فلا تَهلِكُ أَبدًا ولا يَختَطِفُها أَحَدٌ مِن يَدي». أَتَساءَلُ: ماذا يَعوقُني عَنِ الإيمانِ بِهَذِهِ الكَلِمة؟
أُخاطِبُ يَسوعَ بِما يُساوِرُ قَلبي الآن. أَشكُرُه عَلى ما حَصَلتُ علَيهِ بِالقُربِ مِنه، قَد أَستَودِعُهُ كُلَّ ما في حَياتي مِن شَكٍّ وحَيرة، وقَد أَطلُبُ مِنهُ أَنْ يُحرِّرَ قَلبي مِن كُلِّ ما يَمنَعُني مِنَ الثِّقَةِ فِيهِ وفي مَحبَّتِه وعِنايَتِه.
الْمَجدُ لِلآبِ وَالاِبنِ وَالرُّوحِ القُدُس، الآنَ وَكُلَّ أوَانٍ وَإِلَى دَهْرِ الدُّهور. آمِين.