فمَدَّ يسوعُ يَدَه فَلَمَسَه

اليَوم، مَهما كانَ حالي وأَينَما كُنتُ، يَأتي الرَّبُّ إليَّ بِكَلِمَتِهِ. أُغمِضُ عَيْنَيَّ وآخُذُ نَفَسًا عَميقًا. أُدرِكُ حُضورَ الرَّبِّ وأَستَقبِلُهُ بِكُلِّ كِياني.
بِٱسمِ الآبِ والٱبنِ والرُّوحِ القُدُس الإلَهِ الواحِد، آمين.
تُرَنِّمُ ثامار زَنَانيري: بَرْكُضْلَك، لَحُضْنَك، خَبِّينِي يَسُوع عِندَك.. عَرِّفنِي عَلَى شَخْصَك... اُغْمُرْنِي رَبِّي بِحُبَّك.

قِراءةُ اليَوم مِن إنجيلِ القِدِّيس مَتّى البَشِير
1لمَّا نَزَلَ يسوعُ مِنَ الجَبَل، تَبِعَتْه جُموعٌ كَثيرة. 2وإِذا أَبرَصُ يَدنو منهُ فيَسجُدُ لَه ويقول: "يا رَبّ، إِن شِئتَ فأَنتَ قادِرٌ على أَن تُبرِئَني". 3فمَدَّ يسوعُ يَدَه فَلَمَسَه وقال: "قد شِئتُ فَٱبْرَأْ!" فَبرِئَ مِن بَرَصِه لِوَقتِه. 4فقالَ لَه يسوع: "إِيَّاكَ أَن تُخبِرَ أَحَدًا بِالأَمْر، بلِ ٱذْهَبْ إِلى الكاهِنِ فَأَرِه نَفسَكَ، ثُمَّ قَرِّبْ ما أَمَرَ بِه موسى مِن قُرْبان، شَهادَةً لَدَيهِم".

أَتخيَّلُ نَفسي واقِفاً عَلى الجَبلِ أُشاهِدُ ما يَحدُث. أَرى رَجُلاً أَبرَص يَقتَرِبُ مِن يَسوع. ماذا يَفعَلُ مَن يُحيطونَ بِيَسوع؟ ويَسوع، ماذا يَفَعل؟ ... وأَنا، ماذا أَفعَلُ أَمامَ الْمَنبوذينَ في مُحيطي؟هَل أَتفادَاهُم أَو أَخافُ مِنهُم؟ هَل أَخافُ رُدودَ أَفعالٍ لا أَتَوَقَّعُها قَد تُسيئُ إلى صُورَتي وإلى شَخصي؟

أَنتَبِهُ إلى الأَبرَص فَهو شَخصٌ مِثلي أُصيبَ بِمَرضٍ جَعَلَهُ مَنبوذاً مِنَ النَّاس... قد يَشعُرُ بِالوِحدَةِ أوِ بِكَراهِيَّةِ النَّاس أو خِيانَتِهِم. سَـمِعَ عَن يَسوعَ فَقَرَّرَ أَنْ يَعودَ إلى الْمُجتَمَع. كَم كانَ صَعبًا مُواجَهَةُ الآَخَرينَ ومُواجَهةُ مَخاوِفِه لِلوُصولِ إلى الْمَسيح. ما الأَماكنُ الَّتي أَتَفادى التَّواجُدَ فِيها أَو أَشعُرُ بِعَدَمِ ارتِياحٍ فِيها؟ لِماذا؟ كَيفَ لي أنْ أُواجِهَ مَخاوِفي وأَخرُجَ إلى النُّور؟

بَيْنَما أَستَمِعُ مَرَّةً أُخرى إلى قِراءَةِ اليَوْم، أَتخَيَّلُ مَوقِفَ يَسوعَ الَّذي لَم يَخَفْ مِنَ الأَبرَصِ بَل مَدَّ يَدَهُ فَلَمَسَهُ. إلى أَيِّ مَدى أَحتاجُ أَنا أَيضاً إلى لَمسةِ يَسوعَ هَذِهِ في حَياتي؟ وكَيفَ لي أنْ أَقتَدِيَ بيَسوعَ فأَكونَ أداةَ الوَصلِ بَينَهُ وبَينَ الْمَنبوذينَ مِن حَولي لِيَلمِسَهُم ويُبَدِّلَ حَياتَهُم؟

أَقتَرِبُ مِن يَسوعَ بَعدَ هَذا الْمَوقِفِ وأُطلُبُ مِنهُ ما أُريد. قَد يَكونُ شِفاءً لي أَو لِأَحَدِ الْمُحيطينَ بي، أَوِ القُوَّةَ لأَقومَ بِخُطوَةٍ تِجاهَ شَخصٍ ما أَو لِمُواجَهَةِ خَوفٍ ما.

الْمَجدُ لِلآبِ وَالاِبنِ وَالرُّوحِ القُدُس، الآنَ وَكُلَّ أوَانٍ وَإِلَى دَهْرِ الدُّهور. آمِين.