مرقس 4 : 1 – 19
1عادَ يَسوعُ إِلى التَّعليمِ بِجانِبِ البَحْر، فٱزدَحَمَ علَيه جَمعٌ كثيرٌ جِدًّا، حتَّى إِنَّه رَكِبَ سَفينَةً في البَحرِ وجَلَسَ فيها، والجَمعُ كُلُّه قائِمٌ في البَرِّ على ساحِلِ البَحْر. 2فعَلَّمَهم بِالأَمثالِ أَشْياءَ كثيرة. وقالَ لَهم في تَعليمِه: 3«إِسمَعوا! هُوَذا الزَّارعُ خَرَجَ لِيَزرَع. 4وبَينما هو يَزرَع، وَقَعَ بَعضُ الحَبِّ على جانِبِ الطَّريق، فجاءَتِ الطُّيورُ فأَكَلَتْه. 5ووَقَعَ بَعضُه الآخَرُ على أَرضٍ حَجِرَةٍ لم يَكُنْ فيها تُرابٌ كثير، فنَبَتَ مِن وَقتِه لأَنَّ تُرابَه لم يَكُنْ عَميقًا. 6فلَمَّا أَشرَقَتِ الشَّمسُ ٱحتَرَقَ، ولم يَكُنْ لَه أَصْلٌ فيَبِس. 7ووَقَعَ بَعضُه الآخَرُ في الشَّوك، فارتَفَعَ الشَّوكُ وخَنَقَهُ فلَم يُثمِرْ. 8ووَقَعَتِ الحَبَّاتُ الأُخْرى على الأَرضِ الطَّيِّبَة، فٱرتَفَعَت ونَمَت وأَثمَرَت، بَعضُها ثلاثين، وبَعضُها سِتِّين، وبَعضُها مائة». 9وقال: «مَن كانَ له أُذُنانِ تَسْمعان فَلْيَسْمَعْ!». 10فلَمَّا ٱعتَزَلَ الجَمْع، سأَلَه الَّذينَ حَولَه معَ الاِثْنَي عَشَرَ عنِ الأَمثال. 11فقالَ لَهم: «أَنتُم أُعطِيتُم سِرَّ مَلكوتِ الله. وأَمَّا سائرُ النَّاس فكُلُّ شَيءٍ يُلقى إِلَيهِم بِالأَمثال 12فيَنظُرونَ نَظَرًا ولا يُبصِرون ويَسمَعونَ سَماعًا ولا يَفهَمون لِئَلاَّ يَرجِعوا فَيُغفَرَ لَهم». 13وقالَ لَهم: «أَما تَفهَمونَ هٰذا المَثَل؟ فكَيفَ تَفهَمونَ سائرَ الأَمثال؟ 14فمَن كانوا بِجانِبِ الطَّريق حَيثُ زُرِعَتِ الكَلِمة، فهُمُ الَّذينَ يَسمَعونَها فيأتي الشَّيطانُ لِوَقتِه ويَذهَبُ بِالكَلِمَةِ المَزروعَةِ فيهِم. 15وهٰؤُلاءِ همُ الَّذينَ زُرِعوا في الأَرضِ الحَجِرَة، فإِذا سَمِعوا الكَلِمَةَ قَبِلوها مِن وَقتِهم فَرِحين، 16ولٰكِن لا أَصلَ لَهم في أَنفُسِهِم، فلا يثبُتونَ على حالة. فإِذا حَدَثَت بَعدَ ذٰلك شِدَّةٌ أَوِ ٱضطِهادٌ مِن أَجْلِ الكَلِمة، عَثَروا لِوَقتِهم. 17وبَعضُهمُ الآخَرُ زُرِعوا في الشَّوك، فهٰؤُلاءِ هُمُ الَّذينَ يَسمَعونَ الكَلِمة، 18ولٰكِنَّ هُمومَ الحَياةِ الدُّنْيا وفِتنَةَ الغِنى وسائرَ الشَّهَواتِ تُداخِلُهم فَتَخنُقُ الكَلِمة، فلا تُخرِجُ ثَمَرًا. 19وهٰؤُلاءِ همُ الَّذينَ زُرِعوا في الأَرضِ الطَّيِّبَة، فهُمُ الَّذينَ يَسمَعونَ الكَلِمَةَ ويَتَقَبَّلونَها فيُثمِرونَ الواحِدُ ثَلاثينَ ضِعفًا والآخَرُ سِتِّين وغَيرُه مائة».
اليَوْم، أنا هُنا وأَعلَمُ أَنَّ الرَّبَّ مَعي، يَستَمِعُ إليَّ. أَوَدُّ أَنْ أَستَمِعَ إلَيهِ أيضًا. أَطلُبُ مِنهُ أنْ يُساعِدَني حَتَّى أَسمَعَ مَا يُريدُ أَنْ يَقولَ ليَ اليَوْم لِكَيْ تُثمِرَ كَلِمَتُهُ في حَياتي.
بِٱسمِ الآبِ والابنِ والرُّوحِ القُدُس الإلَهِ الواحِد، آمين.
تُرَنِّمُ سيبيل بَغدود (وهب الزارع): دَعَوْتَني أَرضًا تَبذُرُ فِيها بُذورَك، قَلبًا يَخفُقُ بَينَ ضُلوعِكَ.
قِراءةُ اليَوم مِن إنجيلِ القِدِّيس مَرقُسَ البَشير
1عادَ يَسوعُ إِلى التَّعليمِ بِجانِبِ البَحْر، فٱزدَحَمَ علَيه جَمعٌ كثيرٌ جِدًّا، حتَّى إِنَّه رَكِبَ سَفينَةً في البَحرِ وجَلَسَ فيها، والجَمعُ كُلُّه قائِمٌ في البَرِّ على ساحِلِ البَحْر. 2فعَلَّمَهم بِالأَمثالِ أَشْياءَ كثيرة. وقالَ لَهم في تَعليمِه: 3«إِسمَعوا! هُوَذا الزَّارعُ خَرَجَ لِيَزرَع. 4وبَينما هو يَزرَع، وَقَعَ بَعضُ الحَبِّ على جانِبِ الطَّريق، فجاءَتِ الطُّيورُ فأَكَلَتْه. 5ووَقَعَ بَعضُه الآخَرُ على أَرضٍ حَجِرَةٍ لم يَكُنْ فيها تُرابٌ كثير، فنَبَتَ مِن وَقتِه لأَنَّ تُرابَه لم يَكُنْ عَميقًا. 6فلَمَّا أَشرَقَتِ الشَّمسُ ٱحتَرَقَ، ولم يَكُنْ لَه أَصْلٌ فيَبِس. 7ووَقَعَ بَعضُه الآخَرُ في الشَّوك، فارتَفَعَ الشَّوكُ وخَنَقَهُ فلَم يُثمِرْ. 8ووَقَعَتِ الحَبَّاتُ الأُخْرى على الأَرضِ الطَّيِّبَة، فٱرتَفَعَت ونَمَت وأَثمَرَت، بَعضُها ثلاثين، وبَعضُها سِتِّين، وبَعضُها مائة». 9وقال: «مَن كانَ له أُذُنانِ تَسْمعان فَلْيَسْمَعْ!». 10فلَمَّا ٱعتَزَلَ الجَمْع، سأَلَه الَّذينَ حَولَه معَ الاِثْنَي عَشَرَ عنِ الأَمثال. 11فقالَ لَهم: «أَنتُم أُعطِيتُم سِرَّ مَلكوتِ الله. وأَمَّا سائرُ النَّاس فكُلُّ شَيءٍ يُلقى إِلَيهِم بِالأَمثال 12فيَنظُرونَ نَظَرًا ولا يُبصِرون ويَسمَعونَ سَماعًا ولا يَفهَمون لِئَلاَّ يَرجِعوا فَيُغفَرَ لَهم». 13وقالَ لَهم: «أَما تَفهَمونَ هٰذا المَثَل؟ فكَيفَ تَفهَمونَ سائرَ الأَمثال؟ 14فمَن كانوا بِجانِبِ الطَّريق حَيثُ زُرِعَتِ الكَلِمة، فهُمُ الَّذينَ يَسمَعونَها فيأتي الشَّيطانُ لِوَقتِه ويَذهَبُ بِالكَلِمَةِ المَزروعَةِ فيهِم. 15وهٰؤُلاءِ همُ الَّذينَ زُرِعوا في الأَرضِ الحَجِرَة، فإِذا سَمِعوا الكَلِمَةَ قَبِلوها مِن وَقتِهم فَرِحين، 16ولٰكِن لا أَصلَ لَهم في أَنفُسِهِم، فلا يثبُتونَ على حالة. فإِذا حَدَثَت بَعدَ ذٰلك شِدَّةٌ أَوِ ٱضطِهادٌ مِن أَجْلِ الكَلِمة، عَثَروا لِوَقتِهم. 17وبَعضُهمُ الآخَرُ زُرِعوا في الشَّوك، فهٰؤُلاءِ هُمُ الَّذينَ يَسمَعونَ الكَلِمة، 18ولٰكِنَّ هُمومَ الحَياةِ الدُّنْيا وفِتنَةَ الغِنى وسائرَ الشَّهَواتِ تُداخِلُهم فَتَخنُقُ الكَلِمة، فلا تُخرِجُ ثَمَرًا. 19وهٰؤُلاءِ همُ الَّذينَ زُرِعوا في الأَرضِ الطَّيِّبَة، فهُمُ الَّذينَ يَسمَعونَ الكَلِمَةَ ويَتَقَبَّلونَها فيُثمِرونَ الواحِدُ ثَلاثينَ ضِعفًا والآخَرُ سِتِّين وغَيرُه مائة».
أَتخيَّلُ نَفسي واقِفًا مَعَ الجَمعِ عَلى شاطِئِ البَّحرِ مُستَمتِعًا بِرائحَتِه. أرى يَسوعَ يَصعَدُ إلى القارِب، فَأَجلِسُ عَلى الرَّملِ بِجَانبِ التَّلاميذ، وأَستَمِعُ إلى كَلامِهِ. بِمَ أَشعُرُ وأنا أَسمَعُهُ؟
الأَحدَاثُ اليَوميَّةُ في الطَّبيعَةِ مِن حَولي هِي بِمَثابَةِ أَمثَالٍ تَروي حَقائِق. أتَخيَّلُ طَبيعةً أُحِبُّها، وأَرى فيها الحَقائِقَ الَّتي تُخبِرُني عَنِ الله.
بَيْنَما أَستَمِعُ مَرَّةً أُخرى إلى قِراءَةِ اليَوْم، أَنتَبِهُ إلى أَنَّ الزَّارِعَ يَبذُرُ البُذورَ حَتَّى وَلَو كانَت غالِبِيَّتُها تَقَعُ خارِجَ الأَرضِ الطَّيِّبَة. أَنظُرُ إلى حَياتي ومِساحاتِها الْمُختَلِفَةِ مِثلَما يَنظُرُ إلَيها الزَّارع... أُحِبُّها وَأَدعوها كَيْ تَتقَبَّلَ كَلِمةَ اللهِ وتَأتِيَ بِثَمَرٍ بِالقَدرِ الّذي تَستَطيعُهُ.
أَنفَصِلُ الآنَ عَن بَاقي التَّلاميذ وأَتبَعُ يَسوعَ ونَقِفُ مَعاً مُنفَرِدَين... مَاذا أُريدُ أَنْ أَقولَ لَهُ؟ مَاذا أُريدُ أَنْ أَطلُبَ مِنهُ؟
الْمَجدُ لِلآبِ وَالاِبنِ وَالرُّوحِ القُدُس، الآنَ وَكُلَّ أوَانٍ وَإِلَى دَهْرِ الدُّهور. آمِين.