السَّبْتُ الثَّالِثُ والعِشرُونَ مِن مارِس - آذار

أَتَقَدِّمُ نَحوَ اللهِ مِثلَ صَديقٍ يَشتاقُ لِصَديقِهِ ويَسعَدُ لِلقائِهِ مِن جَديد. أَشكُرُهُ على وُجودِهِ في حَياتي وأَستَعِدُّ للجُلوسِ والحَديثِ مَعَهُ.
بِٱسمِ الآبِ والاِبنِ والرُّوحِ القُدُس الإلَهِ الواحِد، آمين.
يُرنِّمُ نِزار فارِس (يا ابن الإنسان): فَأنتَ الآنَ وفي كُلِّ أوان، أنتَ حَيٌّ وكُلّي إيمان… يا ابنَ الإنسان.
**
قِراءةُ اليَوم مِن إنجيلِ القِدِّيس يُوحَنَّا البَشير
45آمَنَ بِيسوعَ كثيرٌ مِنَ اليَهودِ الَّذينَ جاؤوا إِلى مَريَم أُخت لَعازَر ورَأَوا ما صَنَع. 46على أَنَّ أُناساً مِنهم مَضَوا إِلى الفِرِّيسيِّينَ فَأَخبَروهم بِما صَنَعَ يسوع. 47فعقَدَ عُظَمَاءُ الكَهَنَةِ والفِرِّيسيُّونَ مَجلِساً وقالوا: "ماذا نَعمَل؟ فإِنَّ هذا الرَّجُلَ يَأتي بِآياتٍ كثيرة. 48فإذا تَركْناهُ وشَأنَه آمَنوا بِه جَميعاً، فيأتي الرُّومانِيُّونَ فيُدَمِّرونَ حَرَمَنا واُمَّتَنا". 49فقالَ أَحَدُهم قَيافا، وكانَ في تِلكَ السَّنَةِ عَظيمَ الكَهَنَة: "أَنتُم لا تُدرِكونَ شَيئاً، 50ولا تَفطُنونَ أَنَّه خَيرٌ لكُم أَن يَموتَ رَجُلٌ واحدٌ عَنِ الشَّعْب ولا تَهلِكَ الأُمَّةُ بِأَسرِها". 51ولَم يَقُلْ هذا الكَلامَ مِن عِندِه، بَل قالَه لأَنَّه عظَيمُ الكَهَنَةِ في تِلكَ السَّنَة، فَتَنَبَّأَ أَنَّ يسوعَ سيَموتُ عَنِ الأُمَّة، 52ولا عَنِ الأُمَّةِ فَقَط، بل لِيَجمَعَ أيضاً شَمْلَ أَبناءِ اللهِ الْمُشَتَّتين. 53فعَزَموا مُنذُ ذلك اليَومِ على قَتْلِه. 54فكَفَّ يسوعُ عَنِ الجَوَلانِ بَينَ اليَهودِ عَلانِيَةً، فذهَبَ مِن هُناكَ إِلى النَّاحِيَةِ الْمُتاخِمَةِ لِلبَرِّيَّة إِلى مَدينَةٍ يُقالُ لَها أَفرام، فأَقامَ فيها مَعَ تَلاميذِه. 55وكانَ قدِ ٱقتَرَبَ فِصحُ اليَهود، فصَعِدَ خَلْقٌ كَثيرٌ مِن تِلكَ النَّاحِيَةِ إِلى أُورَشَليمَ قَبلَ الفِصْحِ لِيَطَّهِروا. 56وكانوا يَبحَثونَ عن يسوع، فيقولُ بَعضُهم لِبَعضٍ وهُم قائمونَ في الهَيكَل: «ما رَأيُكم: أَتُراه لا يَأتي إِلى العيد؟» 57وكانَ عُظَماءُ الكَهَنَةِ والفِرِّيسيُّونَ قد أَمروا بِأَن يُخبِرَ عنه كُلُّ مَن يَعلَمُ أَينَ هو، لِكَي يُمسِكوه.

---

**في إنجيلِ اليَومِ يُقرِّرُ الفِرّيسيّونَ وعُظماءُ الكَهنةِ إهلاكَ يَسوعَ وتَقديمَهُ للمَوت، وهُو الّذي لا ذَنبَ لَهُ. وفي قَرارِهم هَذا إعلانٌ عمّا سَوفَ يَحدُثُ خِلالَ الأَيامِ التَّاليةِ ونُبوءةٌ بِمَوتِ الـمَسيحِ مِن أَجلِ خَلاصِ العالَم. أتأمَّلُ إدانةَ يَسوعَ هَذهِ وأُحاولُ مِن خِلالِ ذَلكَ الاستعدادَ لأُسبوعِ الآلام والّذي يَنتهي بِقيامة السَّيدِ المسيح ِمن بَينِ الأَموات.
في هَذِهِ الأَوقاتِ الصَّعبة، يُقرِّرُ يَسوعُ التَّوقُّفَ عَن مُمارَسةِ حَياتِهِ اليَومِيّةِ العادِيّةِ والحَدَّ مِن تَنَقُّلاتِهِ، ويُفَضِّلُ الإقامةَ مَعَ تَلاميذِهِ في مَكانٍ بَعيدٍ وآمِن. أَتَخَيّلُ نَفسي واحِدًا مِنَ التَّلاميذِ الـمُلازِمينَ لِيَسوع. أَتَخَيَّلُ مَشاعِري في هذا الـمَوقِف. ما الّذي يَجعَلُني أَشعُرُ بِالخَوفِ أَو، علَى العَكس، بِالاطمئنان؟
**
**بَينَما أَستَمِعُ مَرَّةً أُخرى إلى إنجيل اليَوم، أَنتَبِهُ إلى تَبايُنِ رُدودِ أَفعالِ عامَّةِ الشَّعب، إذ مِنهُم مَن آمَنَ بِيَسوعَ بَعدما رأى أَعمالَهُ، ومِنهُم مَنْ خانَهُ وَوَشى بِهِ وحَكَمَ علَيه. أُقارِنُ ذَلِكَ بما أُلاحِظُهُ في الـمُجتَمعِ اليَوم.
**
**أُنهي صَلاتي بِبَعضِ اللَّحَظاتِ مِنَ الصَّمتِ والخُشوع. أَطلُبُ مِنَ اللهِ إبعادَ الخَوفِ وإحلالَ الطُّمأنينةِ في داخِلي. أُبادِلُهُ بَعضَ الكَلِماتِ البَسيطةِ النَّابِعةِ مِنَ القَلب.
**
الْمَجدُ لِلآبِ وَالاِبنِ وَالرُّوحِ القُدُس، الآنَ وَكُلَّ أوَانٍ وَإِلَى دَهْرِ الدُّهور. آمِين.
**