الإثنَيْنُ الخامِسُ والعِشرُونَ مِن مارِس - آذار

إنَّها حَقًّا اللَّحظةُ الْمُناسِبةُ لِأَتَواصَلَ فيها مَعَ رُوحِ اللهِ السَّاكِنِ فِيَّ. أَطلُبُ مِنْهُ أَنْ يَهَبَني نِعمَةَ الفَرحِ بِحُضورِهِ وَالرَّغبَةَ في قُبولِ مَشيئَتِهِ الكُلِّيّةِ الصَّلاح.
بِٱسمِ الآبِ والاِبنِ والرُّوحِ القُدُس الإلَهِ الواحِد، آمين.
تُرَنِّمُ مَنال نِعمَة (بضيعة صغيرة): يا مَريم عِندي بشارَة باعِتها الله.. يا أَحلى بِشارة حمِلتي صُبِّيها علَينا.. مِتلِك يا عَدرا مَريم نِحمِلها بشارة.
**
****قِراءةُ اليَوم مِن *إنجيلِ القِدِّيس لُوقَا البَشير*
26في الشَّهرِ السَّادِس، أَرسَلَ اللهُ المَلاكَ جِبرائيلَ إِلى مَدينَةٍ في الجَليلِ ٱسْمُها النَّاصِرَة، 27إِلى عَذْراءَ مَخْطوبَةٍ لِرَجُلٍ مِن بَيتِ داودَ ٱسمُه يوسُف، وَٱسمُ العَذْراءِ مَريَم. 28فدَخَلَ إِلَيها فَقال: «إِفرَحي، أَيَّتُها المُمتَلِئَةُ نِعْمَةً، الرَّبُّ مَعَكِ». 29فداخَلَها لِهٰذا الكَلامِ ٱضطرابٌ شديدٌ وسأَلَت نَفسَها ما مَعنى هٰذا السَّلام. 30فقالَ لَها المَلاك: «لا تَخافي يا مَريَم، فقَد نِلتِ حُظوَةً عِندَ الله. 31فَستَحمِلينَ وتَلِدينَ ٱبنًا فسَمِّيهِ يَسوع. 32سيَكونُ عَظيمًا وَٱبنَ العَلِيِّ يُدعى، وَيُوليهِ الرَّبُّ الإِلٰهُ عَرشَ أَبيه داود، 33ويَملِكُ على بَيتِ يَعقوبَ أَبَدَ الدَّهر، وَلَن يَكونَ لِمُلكِه نِهاية». 34فَقالَت مَريَمُ لِلمَلاك: «كَيفَ يَكونُ هٰذا وَلا أَعرِفُ رَجُلاً؟» 35فأَجابَها المَلاك: «إِنَّ الرُّوحَ القُدُسَ سيَنزِلُ علَيكِ وقُدرَةَ العَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، لِذٰلِكَ يَكونُ المَولودُ قُدُّوسًا وَٱبنَ اللهِ يُدعى. 36وها إِنَّ نَسيبَتَكِ أَليصابات قد حَبِلَت هي أَيضًا بِٱبنٍ في شَيخوخَتِها، وهٰذا هو الشَّهرُ السَّادِسُ لِتِلكَ الَّتي كانَت تُدعى عاقِرًا. 37فما مِن شَيءٍ يُعجِزُ الله». 38فَقالَت مَريَم: «أَنا أَمَةُ الرَّبّ، فَليَكُنْ لي بِحَسَبِ قَوْلِكَ». وَانصَرَفَ المَلاكُ مِن عِندِها.

---

**إنَّني الآنَ في بَيتِ مَريم. أَراها وَهِيَ تَقومُ بِبعضِ الأَعمالِ الْمَنزِلِيّةِ تَحضيرًا لِزَواجِها الوَشيكِ مِن يوسُف. أَنتَبِهُ إلى الهُدوءِ الَّذي يَسكُنُ البَيتَ وَيَغمُرُ قَلبَها. أَشعُرُ بِاضطِرابِها وَهِيَ تَستَمِعُ إلى تَحِيّةِ الْمَلاكِ وإلى العَرضِ الَّذي يَحمِلُهُ إلَيها مِن لَدُنِ الله.
قالَت مَريَمُ لِلمَلاك: «كَيفَ يَكونُ هٰذا وَلا أَعرِفُ رَجُلاً؟» في تِلكَ الأَثناء، كانَ الثَّالوثُ يَنتَظِرُ بِصَبرٍ قَرارَ تِلكَ الفَتاةِ تِجاهَ مَشروعِهِ الخَلاصِيّ. وَاليَوم، يَنتَظِرُ الرَّبُّ بِتَواضُعٍ وَلُطفٍ مَوقِفي أَمامَ رَغبَتِهِ بالعَمَلِ مَعي ومِن خِلالي. أَتَأَمَّلُ ﭐحتِرامَ الخالِقِ لِتَساؤُلاتي وَﭐنتِظارَهُ العَجيبَ لِإرادَتي الحُرَّة.
**
**أَستَمِعُ مِن جَديدٍ إلى الحِوارِ بَينَ الْمَلاكِ وَمَريَم. أَنتَبِهُ إلى قَلبي مُصغِيًا إلى كَلِماتِهِما: «…تِلكَ الَّتي كانَت تُدعى عاقِرًا. فما مِن شَيءٍ يُعجِزُ الله»؛ «أَنا أَمَةُ الرَّبّ، فَليَكُنْ لي بِحَسَبِ قَوْلِكَ». أُفَكِّرُ في حَياتي بِما فيها مِنْ مَظاهِرِ عُقمٍ وَخُصوبَة. وَأَسأَلُ نَفسي: ما الفَرحُ والخَلاصُ اللَّذانِ يَعرِضُهُما عَلَيَّ الرَّبُّ اليَوم؟ وماذا يُساعِدُني عَلى التَّسليمِ لِمَشيئَتِهِ وَالثِّقةِ في تَدبيرِه؟
**
**في خِتامِ وَقتِ الصَّلاةِ هَذا، أَلتَفِتُ إلى مَريَم. أُخاطِبُها كَصَديقَةٍ وأُمّ بِثِقَةٍ وَبِبَساطَة. قد أَطلُبُ مِنْها أَن تَشفَعَ لي كَيْ أَتَمَكَّنَ مِنَ التَّجاوُبِ وَدَعوَةِ الرَّبِّ لي أَوْ أُشارِكُها ما يَسكُنُ قَلبي في تِلكَ اللَّحظَة.
**
الْمَجدُ لِلآبِ وَالاِبنِ وَالرُّوحِ القُدُس، الآنَ وَكُلَّ أوَانٍ وَإِلَى دَهْرِ الدُّهور. آمِين.
**