الأَحَدُ الثَّاني مِن يُونيُو - حُزَيران

أنا هُنا اليَومَ في حَضرَةِ الله. جِئتُ إلَيهِ، هُوَ الحاضِرُ دائماً، هُوَ الّذي يَعرِفُني وَيَنتَظِرُني وَيَفرَحُ بِلِقائي. أُقَدِّمُ لَهُ استِعدَادي ورَغبَتي في أن أَكونَ في صُحبَتِه.
بِٱسمِ الآبِ والابنِ والرُّوحِ القُدُس الإلَهِ الواحِد، آمين
يُرَنّمُ فَريقُ لِلرَّبِّ نُرَنِّم (لَيلُ العَشاءِ السِّريّ): لَيلُ العَشاءِ السِّريّ، أَخَذَ خُبزًا وكَسَرَ وقَالَ هَذا جَسَدي.
**
**قِراءةُ اليَوم مِن إنجيلِ القِدِّيس مَرقُسَ البَشير
12في أَوَّلِ يَومٍ مِن الفَطير، وفيه يُذبَحُ حَمَلُ الفِصْح، قالَ التَّلاميذُ لِيَسوع: «إِلى أَينَ تُريدُ أَن نَمضِيَ فنُعِدَّ لَكَ لِتَأكُلَ الفِصْح؟» 13فأَرسَلَ ٱثنَينِ مِن تَلاميذِه وقالَ لَهما: «إِذهَبا إِلى المَدينة، فَيَلقاكُما رَجُلٌ يَحمِلُ جَرَّةَ ماءٍ فٱتبَعاه، 14وحَيثُما دَخَلَ فَقولا لِرَبِّ البَيت: يَقولُ المُعَلِّم: أَينَ غُرفَتي الَّتي آكُلُ فيها الفِصْحَ مَعَ تَلاميذي؟ 15فيُريكُما عُلِّيَّةً كَبيرَةً مَفْروشَةً مُهَيَّأَة، فأَعِدَّاهُ لَنا هُناك». 16فذهَبَ التِّلميذانِ وأَتَيا المَدينة، فوجَدا كما قالَ لَهما وأَعدَّا الفِصْح. 17ولمَّا كانَ المساء، جاءَ مع الِٱثنَي عَشَر. 18وبينَما هم جالِسونَ إِلى المائِدةِ يأكُلون، قالَ يسوع: «الحَقَّ أَقولُ لكم إِنَّ واحِدًا مِنكُم سَيُسْلِمُني، وهو يَأكُلُ معي». 19فأَخذوا يَشعُرونَ بِالحُزْنِ ويسأَلونَه الواحِدُ بَعدَ الآخَر: «أَأَنا هو؟» 20فقالَ لَهم: «إِنَّه واحِدٌ مِنَ الٱثنَيْ عَشَر، وَهو يَغمِسُ يَدَه في الصَّحفَةِ معي. 21فٱبنُ الإِنسانِ ماضٍ كما كُتِبَ في شَأنِه، ولٰكِنِ الوَيلُ لِذٰلِكَ الإِنسانِ الَّذي يُسْلَمُ ٱبنُ الإِنسانِ عن يَدِه. فلَو لم يولَدْ ذٰلكَ الإِنسانُ لَكانَ خَيرًا له».
**
**يَبدو لِلوَهلَةِ الأولى أنَّ كُلَّ شَيءٍ مُعَدٌّ قَبلَ الفِصح، وَأنَّ عَلَى التِّلميذَينِ التَّأكُدَ مِمّا رَتَّبَهُ يَسوعُ، ثُمَّ استِكمالَ بَعضِ الأُمور. أَنظُرُ كَيفَ يَختارُ يَسوعُ تَفاصيلَ هَذا العَشاءِ بِعنايةٍ، وَكَأَنَّ كُلَّ جُزءٍ مِنْهُ هُوَ تَعبيرٌ صَريحٌ عَنْ حَياةِ يَسوعَ وَرِسالَتِهِ وَمَحَبَّتِهِ لِأصدِقائِهِ.
**
**أُفَكِّرُ كَمْ مِن أُمورٍ في حَياتي تَأخُذُ هَذا القَدرَ مِنَ الإعداد؛ طُقوسِ إعدادِ الطَّعامِ لِأَفرادِ الأُسرَة، أَوِ اهتِمامي بأدَقِّ تفاصيلِ عمَلي في مِهنَتي أو خِدمَتي. أَتَساءَلُ ما الَّذي آخُذُهُ في الاعتِبار وما الَّذي يُحَرِّكُني عادةً. أُفَكِّرُ كَيفَ أَستَطيعُ، أنا أيضاً على مِثالِ يَسوعَ، مِنْ خِلالِ أَبسَطِ خِياراتِ يَومِي، أَنْ أَجعَلَ مِنْها تَعبيراً عَنّي وَعَن قَناعاتي وَعَن رسالَتي وَقِيَمي.
**
**بَيْنَما أَستَمِعُ مَرَّةً أُخرى إلى قِراءَةِ اليَوْم، أَنتَبِهُ إلَى مَشاعِرِ يَسوعَ وَمَشاعِرِ التَّلاميذ: فَمَشاعِرُ الحُزنِ وَالقَلقِ حاضِرة. أَنتَبِهُ إلَى كَيفِيَّةِ تَعامُلِ يَسوعَ مَعَها… ثم أنتَبِهُ إلى كَيفِيّةِ تَعامُلي مَعَ مَشاعِري… وكَيفَ أعي بوُجودِها وَأَستَقبِلُها.
**
**أَتَحَدَّثُ مَعَ يَسوعَ عَنِ الأُمورِ الّتي أَهتَمُّ بِها في حَياتي اليَومِيَّة، سَواءٌ كانَت مَصدَرَ ثِقَةٍ وَفَرَح أَوْ مَصدَرَ قَلَقٍ وَحُزنٍ بِالنِّسبَةِ لي. أَطلُبُ نِعمَةَ أَنْ أَكونَ أَميناً في الأُمورِ البَسيطَة.
**
الْمَجدُ لِلآبِ وَالابنِ وَالرُّوحِ القُدُس، الآنَ وَكُلَّ أوَانٍ وَإِلَى دَهْرِ الدُّهور. آمِين.**