اليَوم، وفي بِدَايَةِ وَقتِ الصَّلاةِ هَذا، أَطلُبُ منَ اللهِ نِعمَةَ الوَعيِ بِعَمَلِهِ في حَياتي والتَّعاوُنِ مَعَهُ.
بِاسمِ الآبِ والاِبنِ والرُّوحِ القُدُس الإلَهِ الواحِد، آمين.
تُرَنِّمُ جَوقةُ يَسوع فَرَحي (هَلُمَّ يا روح الله): قَلبي صَحراءُ يابِسة جافة لا ماءَ فيها، هَبْها ماءَ الحياة فَيفيضُ فيها ويُحييها.
**
**قِراءةُ اليَومِ مِنْ سِفرِ أيّوب **
**اسأَلِ البَهائِمَ فتُعَلِّمَكَ
وطُيورَ السَّماءِ فتُخبِرَكَ.
خاطِبِ الأَرضَ فتُلَقِّنَكَ
وأَسْماكَ البَحرِ تُحَدِّثُكَ.
فأَيٌّ مِنها جَميعًا لا يَعلَمُ
أَنَّ ذلك إِنَّما صَنَعَتْهُ يَدُ الرَّبّ.
الذي في يَدِه نَفْسُ كُلِّ حَيٍّ
وأَرْواحُ البَشَرِ أَجمعين؟
**
**في صَلاتي اليَوم، أَتَخَيَّلُ نَفسي بَينَ جَميعِ الـمَخلوقات، البَهائِمِ والطُّيورِ والأَسماك، وأيضًا بَينَ مَخلوقاتٍ أُخرى مِن بِيئتي أَو بَعيدَةٍ عَنّي: كَالشَّمسِ والقَمرِ والرِّياحِ والأَشجار… أَبحَثُ في داخِلي عَن نَوعِيَّةِ عَلاقَتي بها وأَسبابٍ لِلامتِنانِ مِن أَجلِهِا وأُهدِيها التَّحِيَّةَ والسَّلام.
**
**يَدعُوني نَصُّ اليَومِ إلى أَنْ أُقِيمَ حِوارًا مَع الكائناتِ الحيَّةِ لأَسأَلَها وأَتَعَلَّمَ مِنها. أُحاوِلُ أَنْ أُبطِئَ إيقاعَ يَومي لِأَتَوَقَّفَ وأَسأَلَ وأَسمَعَ لِكَيْ أَفهَم. أتَنبَّهُ للرِّسالةِ الَّتي تُوَجِّهُها الأَرضُ لِي شَخصِيًّا، وأَنتَبِهُ لِكُلِّ ما يَستَوقِّفُني. أَتَبَيَّنُ مَشاعِري تِجاهَ هَذا الحِوار.
**
**تُذكِّرُنا الرِّسالةُ البابَويةُ "كُنْ مُسبَّحًا، "بأَنْ نَسمعَ صَرخةَ الأَرضِ وصَرخةَ الفُقراءِ على حَدٍ سَواء". بَيْنَما أَستَمِعُ مَرَّةً أخرى إلى نَصِّ اليَوم، أَتَذَكَّرُ جَميعَ الـمَنسِيِّينَ والـمَتروكينَ في هَذِهِ الأَرض. كُلُّهم مَخلوقون بالحُبِّ نَفسِهِ ويَستَّحِقونَ الرِّعايةَ نَفسَها.
**
**في نِهايةِ صَلاتي، أَضَعُ أمامَ اللهِ كُلَّ ما يَسكُنُني مِن مَشاعِر، وأُطلِقُ لِقَلبيَ العَنانَ لِيُعَبِّرَ عَن رَغَباتِهِ واحتياجاتِه.
**
الْمَجدُ لِلآبِ وَالاِبنِ وَالرُّوحِ القُدُس، الآنَ وَكُلَّ أوَانٍ وَإِلَى دَهْرِ الدُّهور. آمِين.
**