سفر ميخا ٦: ٨-١٠
قد بَيَّنَ لَكَ أَيُّها الإِنسانُ ما هو صالِح،
وما يَطلُبُ مِنكَ الرَّبّ.
إِنَّما هو أَن تُجرِيَ الحُكْمَ
وتُحِبَّ الرَّحمَة،
وتَسيرَ بِتَواضُعٍ مع إِلٰهِكَ.
في بِدايةِ صَلاتي اليَوم، أَتَذَكَّرُ أنَّ اللهَ هُوَ مَن يَدعوني إلى أَنْ أَدخُلَ في صَلاتِهِ وأَنْ أَتَّحِدَ بِعَمَلِهِ. أَطلُبُ نِعمةَ الحُضورِ لَهُ والانفِتاحِ على عَطاياه.**
**بِاسمِ الآبِ والاِبنِ والرُّوحِ القُدُس الإلَهِ الواحِد، آمين.
يُرَنِّمُ كورال جَماعةِ تيزيه (سيّدي أنت لي القُوّة): سيّدي أنتَ ليَّ القُوَّة، صِرتَ لي خَلاصًا، بِثِقَتي فيكَ لنْ أَخاف.
**
**قِراءةُ اليَوم مِن سفر ميخا
قد بَيَّنَ لَكَ أَيُّها الإِنسانُ ما هو صالِح،
وما يَطلُبُ مِنكَ الرَّبّ.
إِنَّما هو أَن تُجرِيَ الحُكْمَ
وتُحِبَّ الرَّحمَة،
وتَسيرَ بِتَواضُعٍ مع إِلٰهِكَ.
**
**أَتَخَيَّلُ اللهَ يُوَجِّهُ لِي هَذِهِ الدَّعوةَ بِشَكلٍ شَخصِيٍّ، ويُوَجِّهُها أَيضاً لِكُلِّ إنسان: "قد بَيَّنَ لَكَ أَيُّها الإِنسانُ ما هو صالِح وما يَطلُبُ مِنكَ الرَّبّ"، أَتَذَوَّقُ كَمَّ الثِّقةِ الَّتي يَمنَحُها لِيَ اللهُ ولِقُدرَتي في الحُكمِ على الأُمورِ وفي اختِيارِ الصَّالِحِ، لا لِنَفسي فَحسْب، بَل لِكُلِّ الـمَخلوقات.
أَدَعُ هذِهِ الكَلِماتِ تَتَخَلَّلُني، وأَنتَبِهُ إلى الأفكارِ والـمَشاعِرِ والرَّغبةِ الَّتي تَتَحَرَّكُ في داخِلي.
**
**"يَطلُبُ الرَّبّ أَن تُجرِيَ الحُكْمَ وتُحِبَّ الرَّحمَة"…
أَنظُرُ إلى عالَمِنا الـمُتَخَبِّط في صِراعاتِ النُّفوذِ والسُّلطةِ دُونَ اعتِبارٍ لِصُوتِ الصِّغارِ والـمَنسِيِّينَ ودُونَ اهتِمامٍ بِصَرخةِ الأَرض. كَيفَ أَنتَبِهُ في حَياتي إلى هَذَينِ الـمِقياسَين: مِقياسِ العَدل ومِقياسِ الرَّحمة؟ كَيفَ أَفهَمُ ذَلِكَ على الـمُستوى الشَّخصيّ؟
**
**بَينما أَستَمِعُ مرَّةً أُخرى إلى هَذا النَّصّ، أَتَخَيَّلُ نَفسي ماشِياً بِتَواضُعٍ بِالقُربِ مِنَ الله. أَتَخَيَّلُ الطَّريقَ وأَنظرُ إلى إيقاعِ خُطواتي،
ثِقَلِها أَو خِفَّتِها، سُرعَتِها أَو بُطئِها. أَتَوَقَّفُ لِأَعِيَ ما أَحتاجُ إلَيهِ حَقاً كيْ أَستَمِرَّ في السَّيرِ وما يُمكِنُني أَنْ أَتَخَلَّى عَنْهُ كَيْ أَسيرَ في خِفةٍ وتَناغُمٍ مَعَ خُطواتِ اللهِ وإيقاعِ الطَّبيعة.
**
**في نِهايةِ صَلاتي، أُناجِي الله وأَتَحَدَّثُ مَعَهُ كَصديقٍ بِكُلِّ ما يَدورُ بِخاطري.
**
الـمَجدُ لِلآبِ وَالاِبنِ وَالرُّوحِ القُدُس، الآنَ وَكُلَّ أوَانٍ وَإِلَى دَهْرِ الدُّهور. آمِين.
**