أَبدَأُ صَلاتي بِهَذا الشُّعور: اللهُ هُنا يَنتَظِرُني. أَتَنفَّسُ بِهُدوءٍ وأَقولُ عَلى إيقاعِ تَنَفُّسي: ها أَنَذا ياربُّ… أَتَيتُ إلَيكَ.
بِاسمِ الآبِ والاِبنِ والرُّوحِ القُدُس الإلَهِ الواحِد، آمين.
تُرَنِّمُ سالبي كيليشيان (عالم من نور): عالَم مِن نور يَسكُنُهُ كائِن مِن نور، يُدَفّئُ كلَّ قَلبٍ بارِد، يُداوي جُرحَ العالمِ المِسكين.
**
قِراءةُ اليَوم مِن إنجيلِ القِدّيس متّى البَشير
**كانَ يسوعُ يَسيرُ في جَميعِ الـمُدُنِ والقُرى
يُعَلِّمُ في مَجامِعِهم ويُعلِنُ بِشارةَ الْمَلَكوت
ويَشفِي النَّاسَ مِن كُلِّ مَرَضٍ وعِلَّة.
ورَأَى الجُموعَ فأَخذَتهُ الشَّفَقَةُ علَيهِم،
لأَنَّهم كانوا تَعِبينَ رازِحين، كَغَنَمٍ لا راعِيَ لَها.
فقالَ لتِلاميذِه: «الحَصادُ كَثيرٌ ولٰكِنَّ العَمَلَةَ قَليلون.
فٱسأَلوا رَبَّ الحَصادِ أَن يُرسِلَ عَمَلَةً إِلى حَصادِه».
ودَعا تَلاميذَه الاِثنَي عَشَر، فأَولاهُم سُلطانًا يَطرُدُونَ بِه الأَرواحَ النَّجِسَة ويَشْفونَ النَّاسَ مِن كُلِّ مَرَضٍ وعِلَّة.
وأَوْصاهم قال: «ٱذهَبوا إِلى الخِرافِ الضَّالَّةِ من بَيتِ إِسرائيل، وأَعلِنوا في الطَّريق أَنْ قَدِ ٱقتَرَبَ مَلَكوتُ السَّمَوات. إِشْفوا المَرْضى، وأَقيموا الْمَوتى، وأَبرِئوا البُرْص، وٱطرُدوا الشَّياطين. أَخَذتُم مَجَّانًا فَمَجَّانًا أَعطوا».
**
أَنظُرُ إلى يَسوعَ إذ يَسيرُ وَسْطَ الجُموع، يُعَلِّمُ ويَشفِي بِدافِعِ الرَّحمةِ ويُعطي بِـمَجّانِيّة. يُعيدُ يَسوعُ مِن خِلالِ حَياتِهِ وعَملِهِ تَدَفُّقَ قَنواتِ الحَياةِ مِنَ اللهِ وإلَيهِ إلى مَن يُقابِلُهم على طَريقِهِ. أَستَقبِلُ هَذِهِ الصُّورةَ بِداخِلي وأَتفاعَلُ مَعَها.
**يُعطي يَسوعُ لِتلاميذهِ سُلطاناً لِلخِدمة نابعًا مِن إدراكِهِم لِعطِيّةِ اللهِ الـمَجّانِيّة. لَكنَّنا، عَلى العَكس، نَعيشُ في ثَقافةِ تَبذيرٍ واستِهلاكٍ مُفرِط لا تَتَناسَبُ مَعَ قُدرةِ الطَّبيعةِ على تَجديدِ ذاتِها. إذ يَستَنزفُ البَشرُ أَكثَرَ مِن ضِعفِ الـمَوارِدِ الطَّبيعِيّةِ الـمُتاحة، بَينَما يَفتَقِرُ أَكثَرُ مِن نِصفِ الـمَسكونةِ إلى احتياجاتِهِم الأَساسِيّةِ مِنَ الغِذاءِ والمياه. أَتَوَقَّفُ عِند هذا الخَلَّلِ الواضِحِ في شَكلِ ثَقافَتِنا وأستَمِعُ إلى ما يَطرَحُهُ عَلَيَّ مِن تَساؤلاتٍ وما يَقولُهُ ليَ اللهُ مِن خِلالِ ذَلك.
**
**بَيْنَما أَستَمِعُ مَرَّةً أُخرى إلى قِراءَةِ اليَوْم، أَتَأَمَّلُ كَيفَ يَنظُرُ يَسوعُ إلى احتِياجِ الجُموعِ وتَعَبِهِم على أَنَّهُ فُرصةُ عَمَلٍ وحَصاد. أَطلُبُ أن أَتَعَلَّمَ مِثْلَ يَسوعَ أنْ أَرى الفُرصَ الكامنةَ في التَّحدياتِ الَّتي يَعيشُها عَصرُنا.
**
**أَختِمُ صَلاتي مُقَدِّمًا للهِ كُلَّ ما يَدورُ في وَاقِعي وأَطلُبُ النِّعمةَ الَّتي أَحتاجُ إلَيها كَيْ أُرَتِّبَ قِيَمي في ضَوءِ الإنجيل.
**
الْمَجدُ لِلآبِ وَالاِبنِ وَالرُّوحِ القُدُس، الآنَ وَكُلَّ أوَانٍ وَإِلَى دَهْرِ الدُّهور. آمِين.
**