عادَ يَسوعُ إِلى التَّعليمِ بِجانِبِ البَحْر،
فازدَحَمَ علَيه جَمعٌ كثيرٌ جِدّاً، حَتَّى إِنَّه رَكِبَ سَفينَةً في البَحرِ وجَلَسَ فيها،
والجَمعُ كُلُّه قائِمٌ في البَرِّ على ساحِلِ البَحْر.
فعَلَّمَهم بِالأَمثالِ أَشْياءَ كثيرة. وقالَ لَهم في تَعليمِه:
"إِسمَعوا! هُوَذا الزَّارعُ خَرَجَ لِيَزرَع.
وبَينما هو يَزرَع، وَقَعَ بَعضُ الحَبِّ على جانِبِ الطَّريق، فجاءَتِ الطُّيورُ فأَكَلَتْه.
ووَقَعَ بَعضُه الآخَرُ على أَرضٍ حَجِرَةٍ لم يَكُنْ فيها تُرابٌ كثير،
فنَبَتَ مِن وَقتِهِ لأَنَّ تُرابَهُ لم يَكُنْ عَميقاً.
فلَمَّا أَشرَقَتِ الشَّمسُ احتَرَقَ، ولم يَكُنْ له أَصْلٌ فَيِبس.
ووَقَعَ بَعضُه الآخَر في الشَّوك، فارتَفَعَ الشَّوكُ وخَنَقَهُ فلَم يُثمِرْ.
ووَقَعَتِ الحَبَّاتُ الأُخْرى على الأَرضِ الطَّيِّبَة،
فارتَفَعَت ونَمَت وأَثمَرَت، بَعضُها ثلاثين، وبَعضُها سِتِّين، وبَعضُها مِائة".
وقال: "مَن كانَ له أُذُنانِ تَسْمعان فَلْيَسمَعْ !".
اللهُ هُنا قَريبٌ مِنّي. أَدخُلُ في صَلاتي اليَوم، وأَطلُبُ النِّعمةَ أَنْ أَدخُلَ في إيقاعِ الخَليقةِ وأَتَعَلَّمَ مِن عَلاماتِ الأَزمِنةِ كيْ أَفهَمَ كَيفَ أنَّ اللهَ يَعمَلُ في وَسْطِنا وأتَّحِدَ بِعَمَلِهِ.
بِاسمِ الآبِ والاِبنِ والرُّوحِ القُدُس الإلَهِ الواحِد، آمين.
يُرَنِّمُ كورال "إنَّهُ حَيّ" مِن جَماعةِ عمّانوئيل (الساكن في قلبي): هَبْني رُوحَكَ فَيَتنقَّى عَملي ولِساني، وَاغفِرْ لي إن كانَ يَقيني صَغير.
**
قِراءةُ اليَوم مِن إنجيلِ القِدِّيسِ مرقسَ البَشير
**عادَ يَسوعُ إِلى التَّعليمِ بِجانِبِ البَحْر،
فازدَحَمَ علَيه جَمعٌ كثيرٌ جِدّاً، حَتَّى إِنَّه رَكِبَ سَفينَةً في البَحرِ وجَلَسَ فيها،
والجَمعُ كُلُّه قائِمٌ في البَرِّ على ساحِلِ البَحْر.
فعَلَّمَهم بِالأَمثالِ أَشْياءَ كثيرة. وقالَ لَهم في تَعليمِه:
"إِسمَعوا! هُوَذا الزَّارعُ خَرَجَ لِيَزرَع.
وبَينما هو يَزرَع، وَقَعَ بَعضُ الحَبِّ على جانِبِ الطَّريق، فجاءَتِ الطُّيورُ فأَكَلَتْه.
ووَقَعَ بَعضُه الآخَرُ على أَرضٍ حَجِرَةٍ لم يَكُنْ فيها تُرابٌ كثير،
فنَبَتَ مِن وَقتِهِ لأَنَّ تُرابَهُ لم يَكُنْ عَميقاً.
فلَمَّا أَشرَقَتِ الشَّمسُ احتَرَقَ، ولم يَكُنْ له أَصْلٌ فَيِبس.
ووَقَعَ بَعضُه الآخَر في الشَّوك، فارتَفَعَ الشَّوكُ وخَنَقَهُ فلَم يُثمِرْ.
ووَقَعَتِ الحَبَّاتُ الأُخْرى على الأَرضِ الطَّيِّبَة،
فارتَفَعَت ونَمَت وأَثمَرَت، بَعضُها ثلاثين، وبَعضُها سِتِّين، وبَعضُها مِائة".
وقال: "مَن كانَ له أُذُنانِ تَسْمعان فَلْيَسمَعْ !".
**
**اسمعوا… دَعوَةٌ للإصغاءِ إلى ما تَقولُهُ الطَّبيعةُ حَولَنا. وكَأنَّها دَعوةٌ للانسِحابِ قَليلاً مِن دَورِ البُطولةِ في مَشهَدِ الحَياةِ والنَّظَرِ إلى الواقِعِ مِن زَاوِيةٍ مُختَلِفة. فَبَدَلاً مِن أَنْ نَسمَعَ الـمَثَلَ مِن مَنظورِ الـزارِعِ الَّذي يُحاوِلُ أَنْ يَجنيَ أَكبرَ مَكسَبٍ مُمكن، لنَستَمِعْ إلَيهِ اليَومَ مِن مَنظورِ الأَرض. نَنظُرُ إلى عناصِرِ الطَّبيعةِ الحاضِرةِ مِن خِلالِ النَّصّ: الأَرض والحَبّ والطُّيور والطَّريق والحِجارةِ والتُّراب والوَقت والشَّمس والحَرارة…
**
**أَختارُ أَنْ أَنظَرَ إلى التَّناغُمِ الـمَوجودِ بَينَ كُلِّ هَذِهِ العَناصِر. ورَغمَ أَنَّ هُناكَ حُبوبًا تُثمِرُ وأُخرى لا تُثمِر، لَكِنْ تَتَغَذَّى علَيها الطُّيور، فَهُناكَ أَرضٌ تُنبِتُ وأُخرى تَستَريح. أَتَأَمَّلُ بَعضَ الوَقتِ هذا الـمَشهَدَ وأُقارِنُهُ مَعَ مَعرِفَتي بِالطَّبيعةِ مِن حَولي ومُلاحظاتي عَن تَعاقُبِ الـمَواسِمِ والفُصول.
أتساءَلُ عَن شَكلِ الأرضِ الَّتي في قَلبي وكيفَ لي أَنْ أَقبَلَ التَّنَوُّعَ الَّذي بِداخِلي: أَرضًا مُثمِرةً وأَرضًا حَجِرةً لَكِنْ لِكُلٍّ مِنْها مَنفَعَتَها الخاصّة.
بَيْنَما أَستَمِعُ مَرَّةً أُخرى إلى قِراءَةِ اليَوْم، أتَأمَّلُ ما يَقولُهُ ليَ اختِلافُ الأَزمِنة. هناكَ زَمَنٌ لِكُلِّ شَيء: زَمَنٌ للحَصاد وزَمَنٌ للزَّرع، زَمَنٌ للثِّمارِ وزَمَنٌ للرَّاحة. أَنظُرُ كَيفَ أَعيشُ هَذا في حَياتي.
**
**في نِهايَةِ صَلاتي، أَفتَحُ للهِ قَلبي وعَقلي وإرادَتي. أُخبِرُهُ كَيفَ تَجاوَبتُ مَعَ هَذا الْمَقطَعِ ومَا استَوقَفَني أَو حَرَّكَني. أُقَدِّمُ لَهُ رَغبَةَ قَلبي.
**
الْمَجدُ لِلآبِ وَالاِبنِ وَالرُّوحِ القُدُس، الآنَ وَكُلَّ أوَانٍ وَإِلَى دَهْرِ الدُّهور. آمِين.
**