الخَمِيسُ الثَّامِنُ والعِشرُونَ مِن مارِس - آذار

اليَوم، أَدخلُ في حَضرَةِ اللهِ وأَطلُبُ مِنْهُ أَنْ يَهَبَني نِعمَةَ الحُضورِ أَمامَهُ والإصغاءِ إلَيه.
بِٱسمِ الآبِ والاِبنِ والرُّوحِ القُدُس الإلَهِ الواحِد، آمين.
يُرنَّمُ فَريقُ الحَياةِ الأفضَل (دع المسيح): دَعِ المسيحَ يَحُوطُ قَلبَكَ بِروحِ حُبِّهِ، وغامِراً بِفَيضٍ مِن سَلامِهِ.
**
****قِراءةُ اليَوم *مِن إنجيلِ القِدِّيس يُوحَنَّا البَشير*
1قبلَ عيدِ الفِصح، كانَ يسوعُ يَعلَمُ بِأَنْ قد أَتَت ساعَةُ ٱنتِقالِه عن هٰذا العالَمِ إِلى أَبيه، وكانَ قد أَحَبَّ خاصَّتَه الَّذينَ في العالَم، فَبَلَغَ بِه الحُبُّ لَهم إِلى أَقْصى حُدودِه. 2وفي أَثْناءِ العَشاء، وقَد أَلْقى إِبْليسُ في قَلْبِ يَهوذا بْنِ سِمعانَ الإِسخَريوطيِّ أَن يُسْلِمَه، 3وكانَ يسوعُ يَعلَمُ أَنَّ الآبَ جَعَلَ في يَدَيهِ كُلَّ شَيء، وأَنَّه خَرَجَ مِنَ الله، وإِلى اللهِ يَمْضي، 4فقامَ عنِ العَشاءِ فخَلَعَ ثِيابَه، وأَخَذَ مِنديلاً فَٱئتَزَرَ بِه، 5ثُمَّ صَبَّ ماءً في مَطهَرَةٍ وأَخَذَ يَغسِلُ أَقدامَ التَّلاميذ، ويَمسَحُها بِالمِنديلِ الَّذي ٱئْتَزَرَ بِه. 6فجاءَ إِلى سِمعانَ بُطرُس فقالَ له: «أَأَنتَ، يا رَبُّ، تَغسِلُ قَدَمَيَّ؟» 7أَجابَه يسوع: «ما أَنا فاعِلٌ، أَنتَ لا تَعرِفُه الآن، ولٰكِنَّكَ ستُدرِكُه بَعدَ حين». 8قالَ له بُطرُس: «لن تَغسِلَ قَدَمَيَّ أَبَدًا». أَجابَه يسوع: «إِذا لم أَغسِلْكَ فلا نَصيبَ لَكَ معي». 9فقالَ له سِمْعانُ بُطرُس: «يا ربّ، لا قَدَمَيَّ فَقَط، بل يَدَيَّ وَرأسي أَيضًا». 10فقالَ لَه يسوع: «مَنِ ٱستَحَمَّ لا يَحتاجُ إِلاَّ إِلى غَسلِ قَدَمَيه، فهو كُلُّه طاهِر. وأَنتُم أَيضًا أَطهار، ولٰكِن لا كُلُّكم». 11فقَد كانَ يَعرِفُ مَن سَيُسْلِمُه، ولِذٰلِكَ قال: لَستُم كُلُّكم أَطهارًا. 12فلَمَّا غَسَلَ أَقدامَهم لَبِسَ ثِيابَه وعادَ إِلى المائِدة فقالَ لَهم: «أَتَفهَمُونَ ما صَنَعتُ إِليكم؟ 13أَنتُم تَدعونَني "المُعَلِّمَ والرَّبّ" وأَصَبتُم في ما تَقولون، فهٰكذا أَنا. 14فإِذا كُنتُ أَنا الرَّبَّ والمُعَلِّمَ قد غَسَلتُ أَقدامَكم، فيَجِبُ علَيكُم أَنتُم أَيضًا أَن يَغسِلَ بَعضُكم أَقدامَ بَعْض. 15فقَد جَعَلتُ لَكُم مِن نَفْسي قُدوَةً لِتَصنَعوا أَنتُم أَيضًا ما صَنَعتُ إِلَيكم».

---

**أَتَخَيَّلُ نَفسي حَاضِرًا عَلى الْمَائِدةِ مَعَ يَسوعَ وتَلاميذِهِ في العَشاءِ الأَخير، عِندَما تَشتَّدُ الـمِحَن. أَنظُرُ إلى يَسوع، فَهُو يَعلَمُ أَنَّ ساعتَهُ قَد أَتت، لَكنَّهُ في هَذهِ اللَّحظَةِ بِالذَّات يَختارُ أَنْ يَسمَعَ صَوتَ الحُبِّ، لا صَوتَ الخَوف. أَنا أَيضاً أُصغي إلى قَلبي وأَنتَبِهُ إلى ما يَدعوني إلَيهِ صَوتُ الحُبّ.
**
**يَختَلي يَسوعُ بِأَصدقائِهِ في لَحظَةٍ لا يَهتَّمُ العالَمُ بِما يَحدُثُ فِيها. فالعالَمُ مَشغولٌ بِنَفسِه: جُموعٌ مَهمُوَمةٌ بِالتَّجهيزِ لِلعيدِ في أُورَشَليم، وكِبارُ كَهَنةٍ يُخطِطونَ لِلقَبضِ علَى يَسوع. أُشاهِدُ يَسوعَ وهُوَ يَقومُ عَنِ الْمائِدَة، يَخلَعُ ثِيابَهُ، يَأخُذُ مِنديلًا ويَأتَزِرُ بِهِ، يَصُبُّ ماءً في مَطهَرة، ويَشرَعُ في غَسلِ أَرجُلِ تَلاميذِه. أَتبيّنُ ما يُحركُني مِن مَشاعرَ وأَفكار.
**
**بَينَما أَستَمِعُ مَرَّةً أُخرى إلى قِراءَةِ اليَوم، أَتوقّفُ عِندَ سُؤالِ يَسوعَ بَعدَ غَسيلِ الأَرجُل: «أَتَفهَمُونَ ما صَنَعتُ إِليكم؟" أَتَساءَلُ كَيفَ تَكونُ محبَّتي عمليّةً كَمحبّةِ يَسوعَ الّذي أَحبَّ حتّى الـمُنتَهى.
**
**أُناجي يَسوعَ الّذي قَهرَ الخيانةَ بالحُبِّ وعلَّمَنا طَريقَ الاتّضاع. قَد أَطلُبُ مِن الـمُعلّمِ مَزيدًا مِن الحُبِّ أَستطيعُ مِن خلالِهِ الـمُضيَّ قُدُمًا في طريقِ الاتّضاع… في طَريقٍ لا تُطفئُه كَراهيةُ الخِيانة… أَتركُ لِقَلبي أنْ يُعبّرَ عمّا يُحركُهُ مِن كَلمات.
**
الْمَجدُ لِلآبِ وَالاِبنِ وَالرُّوحِ القُدُس، الآنَ وَكُلَّ أوَانٍ وَإِلَى دَهْرِ الدُّهور. آمِين.
**