الخَمِيسُ الحادِي عَشْرَ مِن إِبْريل - نَيْسان

أَقتَرِبُ إلى حَضرَةِ اللهِ وكُلِّي ثِقَة في عَمَلِهِ في حَياتِي، ما أَراهُ وما لا أَراه، ما أَفهَمُه وما أَعجَزُ عَنْ فَهمِه. هُوَ هُنَا والآن وسَيمنَحُني طَعامًا رُوحِيًّا حَسْبَ احتِياجي.
بِٱسمِ الآبِ والابنِ والرُّوحِ القُدُس الإلَهِ الواحِد، آمين.
يُرَنِّمُ دانيال الحاج (هللويا قد قام): هَلْلُويا قَدْ قَامَ قَام.. القَبرُ فارِغٌ أَيا أَنام ، فَلَيْسَ لِلْمَوتِ عَلَيهِ أَيُّ سُلطَان، يَسوعُ قَام.
**
****قِراءةُ اليَوم *مِن سِفرِ أَعمَالِ الرُّسُل*
27سأَلَ عَظيمُ الكَهَنَةِ بُطرُسَ والرُّسُلَ قال: 28«نَهَيْناكم أَشَدَّ النَّهيِ عنِ التَّعليمِ بِهٰذا الِاسْم وها قد مَلأتُم أُورَشَليمَ بِتعليمِكم، وتُريدونَ أَن تَجعَلوا علَينا دَمَ هٰذا الرَّجُل». 29فأَجابَ بُطرُسُ والرُّسُل: «اللهُ أَحَقُّ بِالطَّاعَةِ مِنَ النَّاس. 30إِنَّ إِلٰهَ آبائِنا أَقامَ يسوعَ الَّذي قَتَلتُموه إِذ عَلَّقتُموه على خَشَبَة. 31وهو الَّذي رَفَعَه اللهُ بِيَمينِه وجَعَلَه سَيِّدًا ومُخَلِّصًا لِيَهَبَ لإِسرائيلَ التَّوبَةَ وغُفرانَ الخَطايا، 32ونَحنُ شُهودٌ على هٰذِه الأُمور. وكذٰلِكَ يَشهَدُ الرُّوحُ القُدُسُ الَّذي وهَبَه اللهُ لِمَن يُطيعُه». 33فلَمَّا سَمِعوا ذٰلك استَشاطوا غَضَبًا وعَزَموا على قَتْلِهم.

---

**أدخُلُ بِخَيالي إلى هَذا الْمَشهد. أُراقِبُ الوُجوهَ ونَظراتِ العُيون. أَستَشعِرُ التَّوتُّرَ الكَامِنَ خَلفَ كَلِماتِ عَظيمِ الكَهَنةِ، وهُو يُدافِعُ عَنْ نِظامِهِ الدِّينيّ الَّذي يَتَعَرَّضُ الآنَ لِلتَّهديدِ بِسَببِ تَعاليمِ رُسُلِ الْمَسيحِ الَّذين كانوا يَجولونَ مُبَشِّرينَ بِقِيامَتِهِ مِنَ الأَمواتِ بَعدَ صَلبِه ومَوتِه. أُنصِتُ إلى كَلِماتِ بُطرُسَ وهُو يَشهَدُ عَن قِيامَةِ يَسوعَ بِكُلِّ يَقينٍ رَغمَ التَّهديد. ما الَّذي يُثيرُهُ فيَّ هَذا الْمَشهَدُ مِن أَحاسيس؟ هَل أَجِدُ نَفسي واقِفًا بَينَ التَّلاميذِ أَشهَدُ عَنِ اختِبارٍ شَخصِيٍّ مَلمُوس، أَم واقِفًا خَلفَ عَظيمِ الكَهَنةِ أُدَافِعُ عَنْ نِظامٍ دِينيّ أم غَيرَ مُبالٍ بِأيٍّ مِنهُم؟
**
**”نَهَيْناكم أَشَدَّ النَّهيِ عنِ التَّعليمِ بِهٰذا الِٱسْم وها قد مَلأتُم أُورَشَليمَ بِتعليمِكم“… إنَّ لِاسمِ يَسوعَ قُوّةً تَجعَلُ صَيَّادينَ بُسطاءَ يُواجِهُونَ بِه نِظامًا دِينيًّا وَرَثوهُ عَن آبائِهِم…وأنا، ما الَّذي يُـمَثِّلُهُ يَسوعُ بِالنِّسبَةِ لي شَخصِيًّا؟
**
**”اللهُ أَحَقُّ بِالطَّاعةِ مِنَ النَّاس“…أَفحَصُ عَلاقَتي بِاللهِ في ضَوءِ هَذِهِ العِبارَةِ وأَتَساءَل: كَيفَ أُطيعُ اللهَ وأَتبَعُه في مَسيرَةٍ شَخصيَّة؟ أَم أَنَّني أَتبَعُ النَّاسَ وَفْقَ أَعرافٍ اجتِماعيّةٍ وتَقاليدَ دِينِيَّةٍ مُتَوارَثة أَو مُوضة مُستَحدَثة؟
**
بَينَما أَستَمِعُ مَرَّةً أُخرى إلى قِراءَةِ اليَوم، أَنتَبِهُ إلى ما قالَهُ الرُّسُلُ عَنْ أَنفُسِهِم بِأَنَّهُم ”شُهودٌ على هٰذِهِ الأُمور“. الشَّاهِدُ لا يَشهَدُ إلاَّ بِمَا شاهَدَهُ وعَرَفَهُ عَن قُرب. هَذا ما عاشَهُ الرُّسُلُ الأَوائِلُ في حَياتِهِم كَشُهودٍ وفي مَماتِهِم كَشُهَداء، فَقَد كانَت حَياتُهُم ومَوتُهُم شَهادةً على ما عايَنوهُ في يَسوع، في صَلبِهِ وقِيامَتِه… كَيفَ أَحيا أنا شاهِدًا بِهذا الْمَعنى؟
**في نِهايَةِ وَقتِ تأَمُّلي، أَتَحَدَّثُ إلى اللهِ عَمّا سَكَنَني وَقتَ الصَّلاة، رُبَّما أَسأَلُهُ الْمَعونةَ كَيْ أَعيشَ تِلميذًا لِيَسوع، قَريباً مِنْهُ، رَسولًا لَهُ وشاهِدًا عَنْهُ.
**
الْمَجدُ لِلآبِ وَالاِبنِ وَالرُّوحِ القُدُس، الآنَ وَكُلَّ أوَانٍ وَإِلَى دَهْرِ الدُّهور. آمِين.
**