يوحنا 6: 16 – 21
16لَمَّا جاءَ المَساء، نَزَلَ تَلاميذُ يَسوعَ إِلى البَحر. 17فرَكِب التَّلاميذُ سَفينةً وأَخَذوا يَعبُرونَ البُحَيرَةَ إِلى كفَرناحوم. وكانَ الظَّلامُ قَد خَيَّمَ ويسوعُ لم يَلحَقْهم بَعْد. 18وهَبَّت رِيحٌ شَديدة، فاضطَرَبَ البَحر. 19وبَعدَ ما جَذَّفوا نَحوَ خَمسٍ وعِشرينَ أَو ثَلاثينَ غَلَوة، رأَوْا يسوعَ ماشياً على البَحر، وقَدِ اقترَبَ مِنَ السَّفينَة، فخافوا. 20فقالَ لَهم: ”أَنا هو: لا تَخافوا“ 21فَأَرادوا أَن يُصعِدوه إِلى السَّفينَة، فإِذا بِالسَّفينَةِ قد وَصَلَت إِلى الأَرضِ الَّتي كانوا يَقصِدونَها.
السَّبْتُ الثَّالِثَ عَشْرَ مِن إِبْريل - نَيْسان
أَدخُلُ مَحضَرَ الله، وأُذَكِّرُ نَفسي بِأَنَّني أَجلِسُ مَعَ أَبِي. أُغلِقُ عَينيَّ وأَقول: أَبي السَّماوِيّ، اِفتَحْ عينيَّ لأَراكَ وأُذُنيَّ لأَسمَعَك فِيما تُقَدِّمُه ليَ اليَوم.
بِٱسمِ الآبِ والابنِ والرُّوحِ القُدُس الإلَهِ الواحِد، آمين.
تُرَنِّمُ جَوْقَةُ يَسُوع فَرَحِي: نَفسِي لا تَخافِي، نَفسِي لَا تَضْطَرِبِي، مَنْ لَهُ يَسُوعُ لَهُ كُلُّ شَيْء.
**
قِراءةُ اليَوم مِن إنجيلِ القِدِّيسِ يُوحَنَّا البَشير
****16لَمَّا جاءَ المَساء، نَزَلَ تَلاميذُ يَسوعَ إِلى البَحر. 17فرَكِب التَّلاميذُ سَفينةً وأَخَذوا يَعبُرونَ البُحَيرَةَ إِلى كفَرناحوم. وكانَ الظَّلامُ قَد خَيَّمَ ويسوعُ لم يَلحَقْهم بَعْد. 18وهَبَّت رِيحٌ شَديدة، فاضطَرَبَ البَحر. 19وبَعدَ ما جَذَّفوا نَحوَ خَمسٍ وعِشرينَ أَو ثَلاثينَ غَلَوة، رأَوْا يسوعَ ماشياً على البَحر، وقَدِ اقترَبَ مِنَ السَّفينَة، فخافوا. 20فقالَ لَهم: ***”أَنا هو: لا تَخافوا“ 21فَأَرادوا أَن يُصعِدوه إِلى السَّفينَة، فإِذا بِالسَّفينَةِ قد وَصَلَت إِلى الأَرضِ الَّتي كانوا يَقصِدونَها.*
**سَفينةٌ تُبحِرُ في الظَّلام. التَّلاميذُ وَحدَهُم دُونَ يَسوع. الرِّيحُ شَديدَةٌ والبَحرُ هائِج. لَقطاتٌ سَريعَةٌ تُلَخِّصُ هَذا الْمَشهَدَ البَاعِثَ عَلى الاضطِراب. أَتَخَيَّلُ نَفسي مَعَ التَّلاميذِ في تِلكَ السَّفينة. الظَّلامُ شَديدٌ والرُّؤيةُ صَعبة. رُبَّما أَسمَعُ أَحدَهُم يُعَبِّرُ عَن قَلَقِهِ، أَو آخَرَ يَلُومُ الجَميعَ لأَنَّهُم لَم يَنتَظِروا يَسوع. أُنصِتُ إلى الصَّرخاتِ الْمَكتومَةِ عِندَما تَشتَدُّ الرِّيحُ ويَغضَبُ البَحر. وأَتَأَمَّلُ تَغَيُّرَ مَعالِمِ الْمَشهَدِ عِندَما يَظهَرُ يَسوعُ فِيه.
**
**”فرَكِبوا سَفينَةً وأَخَذوا يَعبُرونَ البُحَيرةَ إِلى كَفَرناحوم. وكانَ الظَّلامُ قَد خَيَّمَ ويسوعُ لم يَلحَقْهم بَعْد“… هَل تَرَدَّدَ التَّلاميذُ قَبلَ اتِّخاذِ قَرارِ رُكوبِ السَّفينَةِ في الظَّلامِ دُونَ يَسوع؟ رُبَّما! هَل أَخَذتُ أَنا قَرارًا يَومًا ما بَعيدًا عَن يَسوع؟ هَل مَشَيتُ بَعضًا مِن مَسيرَتي بدُونِ رِفقَتِهِ؟ أَتَأَمَّلُ هَذِهِ اللَّحظاتِ مِنْ حَياتي الَّتي فَعَلتُ فِيها ذَلِك، وأَفحَصُ ما تَعَلَّمتُهُ عَنْ نَفسي وعَنِ اللهِ في تِلكَ اللَّحظات.
”فَقالَ لَهُم: ’أَنا هُو، لا تَخافوا!“… في الوَقتِ الَّذي يُحاصِرُنا فِيهِ الخَوف، لا نَحتاجُ سِوى شَخصٍ يُرَبِّتُ عَلى أَكتافِنا وهُو يَقول: ’لا تَخَفْ‘. ولَكِنَّ تأثيرَ هَذِهِ العِبارَةِ يَختَلِفُ حَسْبَ قائِلِها. هَل يُمكِنُ لِهذهِ العِبارَةِ أَنْ تَبعَثَ فيَّ الطُّمأنينَةَ لَو كانَ قائِلُها مَهزومًا مِنَ الْمَخاوِف؟ أَرجِعُ إلى خِبراتٍ في حَياتي لِتِلكَ الطُّمأنينة. كَيفَ عِشتُها؟ وما تَأثيرُها عَلَيَّ في ذَلِكَ الوَقتِ والآنَ أَيضاً؟
**
بَينَما أَستَمِعُ مَرَّةً أُخرى إلى قِراءَةِ اليَوم، أَتَأَمَّلُ السَّفينَةَ وهِي تَصِلُ إلى مَقصَدِها، وفِيها يَسوعُ وحَولَهُ التَّلامِيذ بَعدَ لَيلَةٍ عَصيبة. كَيفَ اختَبَرتُ أنا وُجودَ يَسوعَ الَّذي يَصِلُ بِسَفينَتي إلى بَرِّ الأَمان؟**في نِهايَةِ صَلاتي، أَتَحَدَّثُ مَعَ اللهِ عَمّا فيَّ مِنْ أَفكارٍ ومَشاعِر. قد أَشكُرُ اللهَ عَلى أُبُوَّتِه الحَانِيَةِ الَّتي تَجعَلُهُ لا يَحتَقِرُ مَخاوِفي، قَد أَشكُرُهُ عَلى مَخاوِفَ هَزَمَها هُوَ بِداخِلي في لَحظَةٍ مِن لَحظاتِ حَياتي؛ أَو رُبَّما أَطلُبُ مِنْهُ عَونًا لِكَيْ أَراهُ في سَفينَتي وهِي تَعبُرُ البَحرَ الهائِجَ في عَتمَةِ اللَّيل.
**
الْمَجدُ لِلآبِ وَالاِبنِ وَالرُّوحِ القُدُس، الآنَ وَكُلَّ أوَانٍ وَإِلَى دَهْرِ الدُّهور. آمِين.**