الجُمْعةُ العاشِرُ مِن مايُو - أَيّار

في بِدايةِ صَلاتي اليَوم، أَطلُبُ نِعمَةَ استِقبالِ اللهِ في قَلبي، هُو مَن يُجدِّدُ عَهدَهُ مَعي ويُريدُ أَنْ يَملَأَ حَياتي بِالنُّور.
بِاسمِ الآبِ والابنِ والرُّوحِ القُدُس الإلَهِ الواحِد، آمين.
تُرَنِّمُ جَوْقَةُ يَسُوع فَرَحِي (فَرَحاً بِالرَّبِّ اِفْرَحِي): فَرَحاً بِالرَّبِّ اِفْرَحِي أورَشَليم.. اليَوْم زالَ القَدِيم.
**
قِراءةُ اليَوم مِن إنجيلِ القِدِّيس يُوحَنَّا البَشير
قالَ الرَّبُّ يَسوعُ لِتَلاميذِه:
****20الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: ستَبكون وتَنتَحِبون، وأَمَّا العالَمُ فَيَفرَح. ستَحزَنون، ولٰكِنَّ حُزنَكم سيَنقَلِبُ فَرَحًا. 21إِنَّ المَرأَةَ تَحزَنُ عِندما تَلِد، لأَنَّ ساعتَها حانَت. فإِذا وَضَعَتِ الطِّفْلَ لا تَذكُرُ شِدَّتَها بَعدَ ذٰلك، لِفَرَحِها بِأَنْ قد وُلِدَ إِنسانٌ في العالَم. 22فأَنتُم أَيضًا تَحزَنونَ الآن، ولٰكِنِّي سأعودُ فأَراكُم فتَفرَحُ قُلوبُكم، وما مِن أَحَدٍ يسلُبُكم هٰذا الفَرَح. 23وفي ذٰلكَ اليَوم لا تسأَلونَني عن شَيء. الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: إِن سَأَلتُمُ الآبَ شَيئًا بِٱسمي أَعطاكم إِيَّاه.

---

**يُحدِّثُنا يَسوعُ عَن خِبرَةٍ إنسانِيَّةٍ صَميمة، خِبرَةِ التَّردُّدِ بَينَ الحُزنِ والفَرح. أَسمَعُ في هَذا النَّصِ وَقْعَ هَاتَينِ الخِبرتَينِ في حَياتي وأَنظُرُ إلى مِساحاتٍ مِن الحُزنِ والفَرحِ اِزدادَ مِن خِلالِهِما فَهمي لِقَلبي. أَترُكُ لِنَفسي الوَقتَ لأَتلامَسَ مَعَ مَشاعِري وأَفكاري.
**
**يَنقَلِبُ الحُزنُ إلى فَرحٍ وكَأَنَّهُ خِبرَةُ مِيلادٍ جَديدة. هَكذا يُشَبِّهُ يَسوعُ الحُزنَ بِأَلَمِ الْمَخاض. ماذا أَفهَمُ مِن أَحزاني اليَومِيّة؟ أَيُّ انتِظارٍ أَو شَوقٍ أَوِ احتِياجٍ تَكشِفُهُ في حَياتي؟ متى تَذَوَّقتُ أَحزانًا مُثمِرَةً وُلِدَت مِن خِلالِها أَفراحٌ جَديدة؟
**
**"ولٰكِنِّي سأعودُ فأَراكُم فتَفرَحُ قُلوبُكم". هَكذا يُعيدُنا يَسوعُ إلى فَرَحِ اللِّقاءِ مَعَهُ، فَرحٍ لا يَستَطيعُ أَحَدٌ أَنْ يَسلُبَنا إيَّاه. بَيْنَما أَستَمِعُ مَرَّةً أُخرى إلى قِراءَةِ اليَوْم، أَنتَبِهُ في حَياتي إلى الْمِساحاتِ الَّتي أَختَبِرُ فِيها مِثلَ هَذا الفَرَح، فَرحٍ ثابِتٍ في خَلفِيَّةِ حَياتي مِثلَ خَيطٍ رَفيع، ولَكِنَّهُ لا يَترُكُني. هَل أَستَطيعُ أَنْ أَتَبيَنَ مَلامِحَ هَذا الفَرحِ حَتَّى ولَو كانَ بَسيطًا؟
**
**أَختِمُ صَلاتي مُقَدِّمًا للهِ كُلَّ ما يَدورُ في وَاقعي، قد أُرَدِّدُ في قَلبي صَلاةَ تَقدِمَةِ الذَّات: خُذْ يا رَّبّ وَاقبَلْ كُلَّ مَا هُوَ لي وكُلَّ مَا هُوَ عِندي… أَنتَ أَعطَيتَني هَذا، إلَيكَ أُعيدُه يا رَبّ.
**
الْمَجدُ لِلآبِ وَالاِبنِ وَالرُّوحِ القُدُس، الآنَ وَكُلَّ أوَانٍ وَإِلَى دَهْرِ الدُّهور. آمِين.
**