الأَحَدُ التَّاسِعَ عَشْرَ مِن مايُو - أَيّار

تَحتَفِلُ الكَنيسةُ اليَومَ بِعيدِ حُلولِ الرُّوحِ القُدُس. أَطلُبُ مِنَ اللهِ أَنْ يُجَدِّدَ فِيَّ روحَهُ الحَيّ ليُنيرَ عَقلي ويَفتَحَ قَلبي على عَمَلِهِ اليَومَ وكُلَّ يَوم.
بِٱسمِ الآبِ والاِبنِ والرُّوحِ القُدُس الإلَهِ الواحِد، آمين.
يُرَنِّمُ كورال "إنَّهُ حَيّ" مِن جَماعةِ عِمانوئيل (تَعال روح الله تعال): تَعالَ يا روحَ الله، تَعالَ أَشعِلْ قُلوبَ الأجيال وَاصنَعِ الْمُحال.. هَلُمَّ بارِكْني.
**
****قِراءةُ اليَوم مِن *سِفرِ أَعمَالِ الرُّسُل*
1لَمَّا أَتى اليَومُ الخَمْسون بَعدَ الفِصح، كانَ الرُّسُلُ مُجتَمِعينَ كُلُّهم في مَكانٍ واحِد، 2فٱنْطَلَقَ مِنَ السَّماءِ بَغتَةً دَوِيٌّ كَريحٍ عاصِفَة، فمَلأَ جَوانِبَ البَيتِ الَّذي كانوا فيه، 3وظَهَرَت لَهم أَلسِنَةٌ كأَنَّها مِن نارٍ قدِ ٱنقَسَمَت فوقَفَ على كُلٍّ مِنهُم لِسان، 4فٱمتَلأُوا جَميعًا مِنَ الرُّوحِ القُدس، وأَخذوا يتكلَّمونَ بِلُغاتٍ غَيرِ لُغَتِهِم، على ما وَهَبَ لهُمُ الرُّوحُ القُدُسُ أَن يَتَكَلَّموا. 5وكانَ يُقيمُ في أُورَشَليمَ يَهودٌ أَتقِياء مِن كُلِّ أُمَّةٍ تَحتَ السَّماء. 6فلَمَّا ٱنطَلَقَ ذٰلكَ الصَّوت، تَجَمهَرَ النَّاسُ وقَد أَخَذَتْهُمُ الحَيرَة، لأَنَّ كُلًّا مِنهُم كانَ يَسمَعُهم يَتَكَلَّمونَ بِلُغَةِ بَلَدِه. 7فدَهِشوا وتَعجَّبوا وقالوا: «أَلَيسَ هٰؤُلاءِ المُتَكَلِّمونَ جليليِّينَ بِأَجمَعِهم؟ 8فكَيفَ يَسمَعُهم كُلٌّ مِنَّا بِلُغَةِ بَلَدِه 9بينَ فَرثِيِّين وميدِيِّين وعَيْلامِيِّين وسُكَّانِ الجَزيرَةِ بَينَ النَّهرَين واليَهودِيَّةِ وقَبَّدوقِية وبُنطُس وآسِيَة 10وفَريجِيَة وبَمفيلِيَة ومِصرَ ونَواحي ليبِيَةَ المُتاخِمَةِ لِقِيرِين، ورُومانِيِّينَ نُزَلاءَ هٰهُنا 11مِن يَهودٍ ودُخَلاء وكَريتِيِّينَ وعَرَب؟ فإِنَّنا نَسمَعُهم يُحَدِّثونَ بِعَجائِبِ اللهِ بِلُغاتِنا».

---

**بَعدَ أنْ مَرَّ خَمسونَ يَومًا على قيامةِ الـمَسيح، وعَشرةُ أَيّامٍ على صُعودِهِ إلى السَّماء، اجتَمَعَ التَّلاميذُ في مَكانٍ واحِدٍ واستَقبَلوا الرُّوحَ القُدُس. أَضَعُ نَفسي مَعَهُم… أُحاوِلُ أنْ أَسمَعَ صَوتَ الرِّيحِ العاصِفَةِ وأنْ أَتَخَيَّلَ أَلسِنَةَ النَّارِ وهِيَ نازلةٌ علَيهِم وعَلَيَّ مَعَهُم. أَتَبَيَّنُ شُعوري.
**
**أَتَأَمَّلُ هِبَةَ الرُّوحِ القُدسِ الّتي جَعَلتِ التَّلاميذَ يَستَطيعونَ التَّواصُلَ مَعَ الْمُختَلِفينَ عَنهُم بالتَّكَلُّمِ بِاللُّغات وساعَدَتِ الكَنيسةَ على تَخَطّى الحُدودِ القَومِيَّةِ واللُّغَوِيّةِ والعِرقِيّة، لِتَشمَلَ البِشارةُ جَميعَ الأُمَم. أَتَذَكَّرُ مَوقِفًا تَغَلَّبتُ فيهِ على اختِلافي مَعَ الآخَرِ لِتَعميقِ التَّواصُلِ مَعَهُ وبِناءِ الجَماعَةِ الإنسانِيَّة… جَسدِ الْمَسيح.
**
**بَيْنَما أَستَمِعُ مَرَّةً أُخرى إلى قِراءَةِ اليَوم، أَنتَبِهُ إلى البُعدِ الجَماعيّ لحُلولِ الرُّوحِ القُدُس، مُنذُ كانوا مُجتَمِعينَ في مَكانٍ واحِد، حَتى تَحَدَّثَ النَّاسُ مَعًا بِلُغاتٍ مُختلفة. أُفَكِّرُ في أَهَمِّيّةِ هَذا البُعدِ الجَماعيّ في حَياتي اليَومِيّةِ وأَطلُبُ مِنَ اللهِ أَنْ يُزيدَني وَعيًا به ويُعَمِّقَهُ في إيماني وقِيَمي.
**
**أَستَرجِعُ بِشَكلٍ سَريعٍ ما عِشتُهُ في الفَترةِ الماضية، بدايةً مِنَ الصَومِ الأربَعينيّ ومُروراً بأُسبوعِ الآلامِ ثُم عِيدِ القيامةِ وعِيدِ الصُّعود، ونِهايةً بِعيدِ حُلولِ الرُّوحِ القُدُسِ اليَوم. أُقَدِّمُ للهِ ما اكتَشَفتُهُ مِن هَذهِ الخِبراتِ وأُعَبِّرُ لَهُ عمّا لَمَسَ صَلاتي وحَياتي. أُخاطِبُهُ مِثلَ صَديقٍ يَتَحَدَّثُ إلى صَديقِهِ.
**
الْمَجدُ لِلآبِ وَالاِبنِ وَالرُّوحِ القُدُس، الآنَ وَكُلَّ أوَانٍ وَإِلَى دَهْرِ الدُّهور. آمِين.****
**