الثُّلاثاءُ الثَّامِنَ عَشْرَ مِن يُونيُو - حُزَيران

أَتَضَرَّعُ إلى اللهِ الَّذي "يُطلِعُ شَمْسَهُ على الأَشرارِ والأَخيار، ويُنزِلُ الْمَطَرَ على الأَبرارِ والفُجَّار". أَتَقَدَّمُ نَحوَهُ بِقَلبٍ مُتَواضِعٍ ومُنفَتِحٍ لِسَماعِ كَلِمَتِهِ وتَأَمُّلِها.
بِٱسمِ الآبِ والابنِ والرُّوحِ القُدُس الإلَهِ الواحِد، آمين.
يُرَنِّمُ فَريقُ الحَياةِ الأَفضَل (اُملُكْ في القُلوب): اُملُكْ في القُلوب، اِخْلَق حَيَاة تِشْهَد عَنْ إِلَه عَظِيم زَيَّك يا اللَّه.
**
****قِراءةُ اليَوم ***مِن إنجيلِ القِدِّيس مَتّى البَشِير*
****قالَ يَسوعُ للجُموع:
43سَمِعتُم أَنَّه قِيل: ”أَحْبِبْ قَريبَك وأَبْغِضْ عَدُوَّك“. 44أَمَّا أَنا فأَقولُ لكم : أَحِبُّوا أَعداءَكم وصَلُّوا مِن أَجلِ مُضطَهِديكُم، 45لِتَصيروا بني أَبيكُمُ الَّذي في السَّمَوات، لأَنَّه يُطلِعُ شَمْسَه على الأَشرارِ والأَخيار، ويُنزِلُ المَطَرَ على الأَبرارِ والفُجَّار. 46فإِن أَحْبَبْتُم مَن يُحِبُّكُم، فأَيُّ أَجْرٍ لكم؟ أَوَلَيسَ الجُباةُ يفعَلونَ ذلك؟ 47وإِن سلَّمتُم على إِخواِنكم وَحدَهم، فأَيَّ زِيادةٍ فعَلتُم؟ أَوَلَيسَ الوَثَنِيُّونَ يَفعَلونَ ذلك؟ 48فكونوا أَنتُم كامِلين، كما أَنَّ أَباكُمُ السَّماويَّ كامِل.****

---

**يَقولُ يَسوع: "كونوا أَنتُم كامِلين، كما أَنَّ أَباكُمُ السَّماويّ كامِل". هَذِهِ هِيَ دَعوَتُهُ لي، ولِكُلِّ مَن يَرغَبُ بسَماعِ كَلِمَتِهِ والعَمَلِ بِها. وَرُبَّما يَكونُ الفَهمُ الأَفضَلُ لِهَذِهِ الدَّعوَة – أَنْ نَكونَ كامِلين - هُوَ عَلى مُستَوى التَّوجُّه، لا الهَدَف. أَتَأَمَّلُ هَذِهِ الدَّعوَةَ وأُحاوِلُ تَمييزَ مَعناها وإدراكَ وَقعِها عَلَيَّ.
**
**ماذا يُشبِهُ هَذا الكَمال وكَيفَ يُمكِنُني بُلوغُهُ؟ يُعطِيني يَسوعُ الْمِفتاحَ لِلإجابةِ إذ يَقول: "كَما أَنَّ أَباكُمُ السَّماوِيَّ كامِل". ولِأَنَّ اللهَ مَحَبّة، يَبدو أَنَّهُ لا يُوجَدُ طَريقٌ لِلكَمال سِوى طَريقِ الْمَحَبّة: مَحَبّةِ الإخوةِ والأَصدِقاء، وأيضاً مَحبّةِ الخُصومِ والأَعداء. أَتَأَمَّلُ كَمالَ الْمَحَبّةِ هذا، وأَستَرجِعُ خِبراتي الشَّخصِيّةَ في فَهمِ هَذِهِ الوَصِيّةِ والعَمَلِ بِها.
**
**بَيْنَما أَستَمِعُ مَرَّةً أُخرى إلى إنجيل اليَوْم، أَنتَبِهُ إلى استِخدامِ يَسوعَ للتَّضادِ الواضِحِ بَينَ الأصدِقاءِ والأَعداء، بَينَ الأَشرارِ والأَخيار، بَينَ الأَبرارِ والفُجّار. أُحاوِلُ أَنْ أَضَعَ أَسماءَ وَراءَ هَذِهِ الفِئات، وَأَتَبَيّنُ رَدَّ فِعلي أَمامَ رَغبَةِ اللهِ الآبِ بجَمعِ هَؤُلاءِ كُلِّهِم تَحتَ شَمسِ الْمَحَبّة.
**
**في خِتامِ صَلاةِ اليَوم أُناجي اللهَ الآب مِثلَ ابنٍ يُخاطِبُ أباه. قَد أوَدُّ أنْ أَطلُبَ مِنهُ الْمُساعَدةَ عَلى التَّشَبُّهِ بِهِ لِلسَّيرِ نَحوَ الكَمالِ الَّذي يَدعوني إلَيهِ، كَمالِ المحبّة. ماذا أُريدُ أنْ أَقولَ لَهُ؟
**
الْمَجدُ لِلآبِ وَالاِبنِ وَالرُّوحِ القُدُس، الآنَ وَكُلَّ أوَانٍ وَإِلَى دَهْرِ الدُّهور. آمِين.
**