الأَربِعاءُ التَّاسِعَ عَشْرَ مِن يُونيُو - حُزَيران

أَدخُلُ حُجرَتي وأُغلِقُ بابي، سَواءٌ بِالْمَعنى الحَقيقِيّ أوِ الْمَجازِيّ، أَيِّ الدُّخول في أَعماقِ قَلبي لِأَختَلِيَ بِنَفسي في حَضرةِ الله. أَطلُبُ حُضورَ الرُّوحِ القُدُس مَعي، هُنا والآن.
بِٱسمِ الآبِ والابنِ والرُّوحِ القُدُس الإلَهِ الواحِد، آمين.
يُرَنِّمُ فَريقُ أَلحانِ الرَّجاء (بِنْقَدِّم حَياتنا بين ايدِيك): بِنْقَدِّم حَياتنا بين ايدِيك… قُدْ اِنْتَ خُطانَا في الْمَسيح.
**
****قِراءةُ اليَوم *مِن إنجيلِ القِدِّيس مَتّى البَشِير*
****قالَ يَسوعُ لِلجُموع:
1إِيَّاُكم أَن تَعمَلوا بِرَّكم بِمَرأًى مِنَ النَّاس لِكَي يَنظُروا إِليكم، فلا يكونَ لكُم أَجرٌ عندَ أَبيكُمُ الَّذي في السَّمَوات. 2فإِذا تَصدَّقْتَ فلا يُنْفَخْ أَمامَكَ في البوق، كما يَفعَلُ المُراؤونَ في المجَامِعِ والشَّوارِع لِيُعَظِّمَ النَّاسُ شَأنَهم. الحَقَّ أَقولُ لكُم إِنَّهم أَخذوا أَجرَهم. 3أَمَّا أَنتَ، فإِذا تصَدَّقْتَ، فلا تَعلَمْ شِمالُكَ ما تَفعَلُ يَمينُكَ، 4لِتكونَ صَدَقَتُكَ في الخُفْيَة، وأَبوكَ الَّذي يَرى في الخُفْيَةِ يُجازيك. 5وإِذا صَلَّيْتُم، فلا تَكونوا كالمُرائين، فإِنَّهُم يُحِبُّونَ الصَّلاةَ قائمينَ في المَجامِعِ ومُلْتَقى الشَّوارِع، لِيَراهُمُ النَّاس. الحَقَّ أَقولُ لكُم إِنَّهم أَخَذوا أَجْرَهم. 6أَمَّا أَنْتَ، فإِذا صَلَّيْتَ فادخُلْ حُجْرَتَكَ وأَغْلِقْ علَيكَ بابَها وصَلِّ إِلى أَبيكَ الَّذي في الخُفْيَة، وأَبوكَ الَّذي يَرى في الخُفْيَةِ يُجازيك.
16وإِذا صُمتُم فلا تُعبِّسوا كالمُرائين، فإِنَّهم يُكلِّحونَ وُجوهَهُم، لِيَظْهَرَ لِلنَّاسِ أَنَّهم صائمون. الحَقَّ أَقولُ لكم إِنَّهم أَخَذوا أَجرَهم. 17أَمَّا أَنتَ، فإِذا صُمتَ، فٱدهُنْ رأسَكَ وٱغسِلْ وَجهَكَ، 18لِكَيْلا يَظْهَرَ لِلنَّاسِ أَنَّكَ صائم، بل لأَبيكَ الَّذي في الخُفْيَة، وأَبوكَ الَّذي يَرى في الخُفْيَةِ يُجازيك.****

---

**الصَّومُ والصَّلاةُ والتَّصَدُّقُ عَلى الفُقَراءِ، جَميعُها أُمورٌ في غايةِ الأَهَمِّيةِ بِالنِّسبةِ لِيَهودِ زَمَنِ يَسوعَ وكَذَلِكَ لِلحَياةِ الْمَسيحِيّة. ونادِراً ما يُخبِرُنا الإنجيلُ بِوَصَفاتٍ جاهِزةِ التَّحضيرِ لِعَيشِ هَذِهِ الوَصايا. أتَنَّبهُ إلى دَعوةِ يَسوعَ ليَ اليَوم وكَيفَ أَستَقبِلُها.
**
**يَدعوني يسوعُ بِشَكلٍ شَخصِيّ في إنجيلِ اليَوم لِلتَّفكيرِ والتَّمييزِ في دَوافِعي العَميقةِ عِندَما أَفعَلُ الخَيرَ وعِندَما أُصَلّي وعِندَما أَصوم. أَسألُ نَفسي عَن دوافِعي لِمُمارَسةِ – أَوْ رُبَّما عَدَمِ مُمارَسةِ – أيٍّ مِن هَذِهِ الأُمور.
**
**بَيْنَما أَستَمِعُ مَرَّةً أُخرى إلى إنجيلِ اليَوْم، أُلاحِظُ أنَّ يَسوعَ يَقولُ في كُلِّ مَرّة:" أَبوكَ الَّذي يَرى في الخُفْيَةِ يُجازيك"، دونَ إعطاءِ أَيِّ تَفاصيل، وكَأَنَّهُ يَدعوني إلى الأَمانةِ والثِّقةِ في عُمقِ مَحبَّتِهِ دونَ الدُّخولِ في الْمُقايَضةِ أوِ التِّجارةِ مَعَهُ. أَتَوَقَّفُ عِندَ هَذِهِ الفِكرَةِ لِبَعضِ الوَقت.
**
**في خِتامِ صَلاتي اليَوم أَستَرجِعُ الأَفكارَ الَّتي جالَتْ في ذِهني، كُلَّ ما اكتَشَفتُهُ مِن خِلالِ هَذا التَّأمُّل، أو ما أَعدْتُ اكتِشافَهُ أو تَأَكَّدَ لي. قَدْ أَرغَبُ بالتَّعبيرِ عَن ذَلِكَ بِكَلِماتٍ بَسيطة، مُوَجِّهاً مُناجاتي إلى الله، أبي الَّذي في الخُفْية.
**
الْمَجدُ لِلآبِ وَالاِبنِ وَالرُّوحِ القُدُس، الآنَ وَكُلَّ أوَانٍ وَإِلَى دَهْرِ الدُّهور. آمِين.
**